أعد حزب "يابلوكو" الروسي المعارض، دراسة حول النفقات الروسية لتنفيذ العمليات في سورية، منذ بدايتها في أواخر سبتمبر/أيلول 2015، مشيراً إلى أنها تراوحت بين 108 و140.4 مليار روبل (أي ما بين 1.8 و2.4 مليار دولار وفقاً لسعر الصرف الحالي).
وترجح الدراسة، أن التكلفة الفعلية للعمليات الروسية بسورية قد تكون أعلى بنسبة تصل إلى 50% عن الأرقام المذكورة في حال إضافة تكاليف طلعات الطائرات الاستراتيجية بعيدة المدى التي تقلع من المطارات داخل روسيا، ونشر منظومة الدفاع الجوي، والاستعانة بشركة "فاغنر" العسكرية الخاصة غير المسجلة رسمياً.
وفي هذه الحالة، قد تزيد التكلفة الإجمالية للعملية الروسية بسورية، منذ بدايتها وحتى منتصف يوليو/تموز الجاري، عن 3.5 مليارات دولار، شاملة النفقات والخسائر غير المباشرة، ولكن حتى هذا الرقم لا يشكل عبئاً على الميزانية العسكرية الروسية التي تقارب 50 مليار دولار سنوياً.
وقدّرت الدراسة التي تداولتها صحيفة فيدوموستي الروسية، أمس الخميس، أن طلعات الطيران الحربي الروسي في سورية كان لها النصيب الأكبر من النفقات بواقع ما بين 90 و117 مليار روبل (بين 1.5 و2 مليار دولار)، بينما تراوحت تكلفة إطلاق 71 صاروخاً مجنحاً من فئة "كاليبر" بين 60 و110 ملايين دولار.
وقدّر معدو الدراسة قيمة المعدات العسكرية التي خسرتها روسيا أثناء العمليات بما لا يزيد عن 200 مليون دولار.
أما نفقات صرف البدلات وتقديم الوجبات الغذائية للعسكريين الروس بقاعدة حميميم، فبلغت نحو 65 مليون دولار في حال كان يبلغ عددهم ثلاثة آلاف فرد في المتوسط.
ورغم أن روسيا لا تكشف رسمياً عن عدد عسكرييها الموجودين في سورية، إلا أن البيانات الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية تظهر أن أكثر من 4300 شخص أدلوا بأصواتهم بقاعدة حميميم أثناء انتخابات مجلس الدوما (النواب) الروسي في سبتمبر/أيلول الماضي.
من جهته، قلل مصدر بوزارة الدفاع الروسية من دقة الأرقام الواردة في الدراسة، مشيرًا إلى تعذر تحديد عدد الطلعات التي كانت ستنفذها الطائرات دون العملية في سورية.
وقال المصدر لصحيفة "فيدوموستي" إنه من العبث إدراج الخسائر في المعدات العسكرية ضمن ثمن الحرب، لأنه تم شراؤها خارج سياق العملية في سورية ولا يتم تعويض خسارتها.
وطالب حزب "يابلوكو" وزارة المالية الروسية بالكشف عن النفقات على العمليات في سورية، بينما ترفض الوزارة ذلك بحجة أن هذه البيانات سرية وغير قابلة للنشر.