حرفة العقادة… مرونة العمل اليدوي

18 مارس 2016
نول يدوي لصنع الخيوط النسيجية (Getty)
+ الخط -
تعد حرفة العقادة فناً قائماً على العقد والبرم والنسيج للخيوط القطنية والحريرية لإنتاج مشغولات زخرفية متنوعة. وهي مهنة ذاعت في العصرين المملوكي والعثماني. والعقادة نوعان، الإفرنجي والبلدي. فالعقادة الإفرنجية، تهتم بصناعة ثلاثة عناصر رئيسية تدخل في مجال الديكور والمفروشات والستائر، وهي الشرائط المزخرفة والفرنشات والشربات. وهي حرفة تلبي متطلبات الزبائن بشكل مرن ومتطور، نظراً للقدرات الفنية الكبيرة للعمالة القادرة على تغيير الألوان والأشكال وتطوير التصميمات لتناسب المستهلك. وتختلف العقادة الإفرنجية عن العقادة اليدوية، بأن الثانية، تختص بعمل القيطان والشريط والأزرار وكلها من مستلزمات الملابس.

تحتفظ العقادة الإفرنجية بمكانتها في نفوس المستهلكين، فلم تستطع المنتجات الصينية منافستها، نظراً للمرونة التي تتمتع بها هذه الصناعة التي تخلط بين العمل اليدوي والآلي. وقد تعرضت المهنة لهزة عنيفة في القرن الماضي، بعد ضعف إنتاج الحرير الطبيعي في مصر، فبدأ الاعتماد على الحرير الصناعي المستورد من الهند وباكستان. أما القطن المستخدم، فهو قطن مصري. تنتشر مجموعة من الورش والمحلات في مناطق محددة في أحياء الموسكي والأزهر، كما تتركز في بعض القرى المصرية مثل قرية "محلة مرحوم"، بمدينة المحلة الكبرى التي يعمل معظم سكانها بهذه المهنة، إضافة إلى بعض القرى الأخرى في محافظات المنوفية والدقهلية.

نادراً ما تصنع ورش العقادة منتجاتها من دون وجود طلبية محددة من الزبون، لذا لن تجد في محلات العقادة أو المعارض التابعة للورش أكثر من مجموعة من الصور أو العينات التي احتفظت بها الورشة من طلبيات سابقة. وأحياناً، تتلقى بعض الورش طلبيات كبيرة بهدف التصدير إلى الخارج.

من منتجات العقادة الأفرنجية: "الشرائط النسجية"، وهي شرائط زخرفية طويلة مشغولة، ذات عرض واحد، تصنع على النول اليدوي، ويستطيع العامل تنفيذ 5 إلى 40 متراً في اليوم، حسب نوع الشريط المطلوب، وكلما زاد تعقيد شكل النسيج، زاد الوقت المطلوب لصنعه، وزاد الثمن أيضاً. أما "الفرنشة"، فيتم تنفيذها على النول بصورةٍ مشابهة للشريط، إلا أن أحد جانبيها، وذلك بعد تحريره من النول، يكون حرّاً على هيئة أهداب، ويتراوح عرض الفرنشة بين دقيق جداً إلى متوسط إلى عريض جداً، وفقاً لنوع الاستخدام. في حين تمثل "الشُّرَّابة" حلية خشبية مكسوة بالقماش، تتدلى منها شراشف، لتكوّن ثقلاً وظيفته ربط الستائر، وحفظها يميناً أو شمالاً ليبقيها مفتوحة، والشرابات تتنوع أشكالها وأحجامها وأنواعها بصورة كبيرة جداً.


يتراوح عدد العمال في ورشة العقادة بين 10 و30 عاملاً، وفقاً لطاقة العمل، وينقسمون إلى صبّاغ، وصنايعي أرضية، ونوّال، وربّيط، وعامل بنك (كسوجي). ومعظمها أعمال يقوم بها الرجال، وربما شاركت النساء قليلاً في بعض الأعمال الأقل جهداً مثل كسوة النماذج الصغيرة.

إقرأ أيضاً:معرض لأحذية المصريين القدماء في متحف في القاهرة
دلالات
المساهمون