بدا أن مرحلة "الاستثناء"، بالنسبة لحزب التجمع اليمني للإصلاح، في العلاقة مع السعودية، ليست ثابتة بالضرورة، مع تعرّض الحزب لهجوم ضمني من وسائل إعلام سعودية، في الآونة الأخيرة، بعد أحداث "الانقلاب"، المدعوم إماراتياً الذي تمّ تجميده في عدن، في وقتٍ وقف فيه الإصلاحيون أمام معطيات عزّزت حالة عدم ثقة بعضهم تجاه التحالف وأهدافه، من جهة، كما رأى آخرون أنها غير مؤثرة في خصوصية العلاقة الرابطة بين الحزب والرياض، من جهة أخرى.
وشنّت وسائل إعلام سعودية أخيراً حملة على الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، امتدت للتعرّيض بحزب الإصلاح المحسوب على "الإخوان المسلمين"، بعد أن كان الحزب قد تعرّض سابقاً للهجوم من قبل وسائل الإعلام الإماراتية. الأمر الذي تحفّظت عليه مصادر قيادية لـ"العربي الجديد" عن اعتباره "مؤشراً على تغيير في الموقف السعودي". ورأت أنه "ليس جديداً ولا يعبّر عن توجه رسمي للبلاد بل من قبل تيارات عُرفت بموقفها المتشدد إزاء الحزب"، لكن المصادر لم تخفِ حيرتها، من أن "يكون هناك أسباب عدة منبثقة عن التطورات التي شهدتها البلاد في الأشهر الأخيرة".
وكان الإصلاح، وتحت ضغط انتقادات سعودية، قد اضطر أخيراً لإعلان قرار بتجميد عضوية القيادية في الحزب توكل كرمان، على إثر مواقفها، المعلنة بمناهضة الممارسات السعودية والإماراتية في بلادها، إلا أن القرار، فشل في التأثير على بعض الأوساط الإعلامية السعودية، على الأقل، التي واصلت توجيه رسائل انتقاد للحزب. كما أن الضغوط سببت للحزب حرجاً داخلياً أمام أعضائه، الذين رأى العديد منهم أنهم "يتعرضون لمضايقات من التحالف، ومن الإمارات على وجه خاص"، كما وضع العديد منهم، علامات استفهام على طبيعة أهداف التحالف في اليمن.
وعلى الرغم من دخوله في دائرة الحرب الإماراتية على نفوذه في المحافظات اليمنية المُعتبرة "مُحرّرة"، من جماعة أنصار الله (الحوثيين)، خلال العامين الماضيين، فإن الإصلاح احتفظ في المقابل بعلاقة جيدة مع السعودية، باعتباره، أبرز الأحزاب المؤيدة للحكومة الشرعية، ولعلاقات تاريخية ربطت قيادات في الجناح القبلي للحزب بالرياض، على أن العديد من المحللين اليمنيين، ربطوا أيضاً بين طريقة إدارة التحالف لحربه في اليمن، وبين حسابات أبوظبي والرياض تجاه الإصلاح، على غرار التخوف من تحوّل الانتصار في بعض المناطق، كمحافظة تعز، إلى تعزيز موقف الإصلاح.
اقــرأ أيضاً
والتقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رئيس حزب الإصلاح، محمد اليدومي والأمين العام للحزب عبدالوهاب الآنسي، في خطوة حاولت الرياض من خلالها توجيه رسالة طمأنة للحزب ولجماهيره داخل البلاد، بكونه "حليفاً لا غريماً" بالنسبة للمملكة التي صنّفت "الإخوان"، في قائمة الإرهاب. إلا أن الرسالة كانت أوضح، في الشهر الذي تلاه، عندما جمع بن سلمان، رئيس وأمين عام الحزب، بزائره في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. وكان اللقاء بمثابة محاولة لتحسين العلاقة بين التحالف وحزب الإصلاح، إلا أن أسباباً غامضة، لم تترجم معها ثمار ذلك اللقاء، بخطوات تبني بتغيير على أرض الواقع، سواء بالمعركة مع الحوثيين، أو على صعيد العلاقات بين الرياض وحزب الإصلاح.
وتعرّض حزب الإصلاح المعروف بكونه الأكثر تماسكاً، لصدمات وحروب عدة في السنوات الأخيرة، كان أبرزها توسع الحوثيين من صعدة إلى صنعاء، واقتحام مقار الحزب وملاحقة قياداته وأعضائه. كما نزحت أغلب قياداته إلى خارج البلاد، ثم كان من أوائل الأحزاب، التي أعلنت تأييدها "عاصفة الحزم"، لكنه وجد نفسه لاحقاً أمام حسابات الرياض وأبوظبي الغامضة، أو الأخيرة على الأقل، وأيضاً أمام حرب الحوثيين، الذين حاولت قيادات منهم توجيه رسائل قبول بالحزب، بعد فض التحالف بين الحوثيين وحزب المؤتمر بقيادة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح. وحول ذلك كتب القيادي في جماعة الحوثيين، محمد ناصر البخيتي، مقالاً أخيراً، جاء فيه أنه "إذا ما انكسر أنصار الله فإن الهدف التالي للسعودية والإمارات هو حزب الإصلاح". وفي الواقع، إن حالة الحرب وعدم الثقة، بين الإصلاح والحوثيين، جعلت من مجرد التفاهم إن أمكن، من شبه المستحيل، والحديث عنه، شكّل دفعاً للأطراف الساعية لمحاصرة الإصلاح.
اقــرأ أيضاً
وشنّت وسائل إعلام سعودية أخيراً حملة على الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، امتدت للتعرّيض بحزب الإصلاح المحسوب على "الإخوان المسلمين"، بعد أن كان الحزب قد تعرّض سابقاً للهجوم من قبل وسائل الإعلام الإماراتية. الأمر الذي تحفّظت عليه مصادر قيادية لـ"العربي الجديد" عن اعتباره "مؤشراً على تغيير في الموقف السعودي". ورأت أنه "ليس جديداً ولا يعبّر عن توجه رسمي للبلاد بل من قبل تيارات عُرفت بموقفها المتشدد إزاء الحزب"، لكن المصادر لم تخفِ حيرتها، من أن "يكون هناك أسباب عدة منبثقة عن التطورات التي شهدتها البلاد في الأشهر الأخيرة".
وعلى الرغم من دخوله في دائرة الحرب الإماراتية على نفوذه في المحافظات اليمنية المُعتبرة "مُحرّرة"، من جماعة أنصار الله (الحوثيين)، خلال العامين الماضيين، فإن الإصلاح احتفظ في المقابل بعلاقة جيدة مع السعودية، باعتباره، أبرز الأحزاب المؤيدة للحكومة الشرعية، ولعلاقات تاريخية ربطت قيادات في الجناح القبلي للحزب بالرياض، على أن العديد من المحللين اليمنيين، ربطوا أيضاً بين طريقة إدارة التحالف لحربه في اليمن، وبين حسابات أبوظبي والرياض تجاه الإصلاح، على غرار التخوف من تحوّل الانتصار في بعض المناطق، كمحافظة تعز، إلى تعزيز موقف الإصلاح.
وتعرّض حزب الإصلاح المعروف بكونه الأكثر تماسكاً، لصدمات وحروب عدة في السنوات الأخيرة، كان أبرزها توسع الحوثيين من صعدة إلى صنعاء، واقتحام مقار الحزب وملاحقة قياداته وأعضائه. كما نزحت أغلب قياداته إلى خارج البلاد، ثم كان من أوائل الأحزاب، التي أعلنت تأييدها "عاصفة الحزم"، لكنه وجد نفسه لاحقاً أمام حسابات الرياض وأبوظبي الغامضة، أو الأخيرة على الأقل، وأيضاً أمام حرب الحوثيين، الذين حاولت قيادات منهم توجيه رسائل قبول بالحزب، بعد فض التحالف بين الحوثيين وحزب المؤتمر بقيادة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح. وحول ذلك كتب القيادي في جماعة الحوثيين، محمد ناصر البخيتي، مقالاً أخيراً، جاء فيه أنه "إذا ما انكسر أنصار الله فإن الهدف التالي للسعودية والإمارات هو حزب الإصلاح". وفي الواقع، إن حالة الحرب وعدم الثقة، بين الإصلاح والحوثيين، جعلت من مجرد التفاهم إن أمكن، من شبه المستحيل، والحديث عنه، شكّل دفعاً للأطراف الساعية لمحاصرة الإصلاح.