وقال ولد عباس، خلال مؤتمر للمنتخبين حكام البلديات التابعين لحزبه، إنه يتعين عليهم حل مشاكل السكان الذين انتخبوهم والاستماع إليهم، وتجنّب الاحتقان، موضحاً "عليكم أن تنظموا استقبالات للمواطنين، فالمواطن البسيط يبحث عمن يعيره قليلاً من الاهتمام. تذكَروا جيداً ما حدث في سيدي بوزيد (جنوب تونس عام 2011)، عندما أهانت شرطية مواطناً تونسياً، إثرها اشتعلت النيران في تونس".
وتابع ولد عباس، متوجهاً إلى منتخبيه قائلاً "عليكم أن تدركوا أن المواطن هو مصدر السلم المدني، رأيتم إلى أين أوصل انتحار البوعزيزي تونس، وما حدث بسبب ذلك"، مشيراً إلى أنه يجب تجنّب الوصول إلى أوضاع مشابهة كهذه.
وشهدت بلدات في الجزائر حالات احتقان اجتماعي فردي أو جماعي، بسبب مشكلات السكن والبطالة والفقر، دفعت بعض الحالات إلى محاولة تكرار تجربة البوعزيزي التونسي الذي أحرق نفسه عام 2010 وكان شرارة الثورة التونسية.
وفي سياق آخر، دافع جمال ولد عباس الأمين العام لحزب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن منجزات هذا الأخير خلال الولايات الرئاسية الأربع منذ عام 1999، وطالب حكام البلديات بإعداد وثيقة عن منجزات الرئيس على مستوى بلدياتهم.
وقال إن "هذا العمل ينبغي إعداده في غضون 15 يوماً"، نافياً أن يكون هذا "نشاطاً موازياً للحكومة"، خاصة في ظل توتر وخلافات وانتقادات سياسية وجهها ولد عباس وحزبه إلى رئيس الحكومة أحمد أويحيى، الذي يقود في الوقت نفسه الحزب الثاني للسلطة (التجمع الوطني الديمقراطي)، خاصة في ما يخص قرار الحكومة خصخصة جزئية لمؤسسات اقتصادية عمومية، قام الرئيس بإلغائها لاحقاً.
وردّ رئيس الحكومة أحمد أويحيى على هذه الانتقادات، وقال إنه يواجه مشاكل مع شريكه السياسي "هناك أطراف ساندناهم طيلة عشرين سنة، لكنهم نسوا ذلك"، في إشارة واضحة إلى حزب الرئيس بوتفليقة.
ويعتقد مراقبون أن طلب الأمين العام للحزب الحاكم من حكام البلديات إعداد حصيلة لمنجزات بوتفليقة يستهدف تحضير أرضية معلومات ومعطيات قد تستغل في الدعاية لمصلحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في حال قرّر الترشح لولاية رئاسية خامسة في الانتخابات المقررة في ربيع السنة المقبلة 2019.