دان حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية في مصر، حوادث اختطاف عدد من المصريين المسيحيين العاملين في ليبيا، مطالبا بضرورة حماية كل المصريين العاملين هناك.
وقال رئيس الحزب، طارق الزمر، في بيان صحافي، وصل إلى "العربي الجديد"، اليوم الإثنين: "نعبر عن بالغ أسفنا لما تتجه إليه الأوضاع في ليبيا، في ظل حرص قوى الثورة المضادة على حرق اﻷخضر واليابس، انتقاما من الشعب الليبي الذي أطاح بديكتاتورهم البائد، معمر القذافي".
ودعا الحزب في بيانه ثوار ليبيا لحماية المصريين ورعاية مصالحهم، مشددا على أن حماية المصريين العاملين في ليبيا "أمانة في أعناقهم لا ينبغي أن يقصروا فيها، فالمصريون لا يؤاخَذون بجرائم الانقلاب في مصر ﻷنهم في الحقيقة يرفضونه بكل سبيل".
وكانت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان قد أكدت في تقرير لها، مؤخرا، أن الاشتباكات بين الأطراف الليبية تسببت في مقتل ما يقارب 100 مصري وإصابة أكثر من 400 آخرين بجروح، حسب ما أعلنته وزارة الصحة الليبية، منهم أكثر من 20 في منزلهم جراء قصف صاروخي، ووفاة آخرين في حوادث سير أو في أثناء التدافع للدخول للحدود التونسية والهروب من ليبيا.
وقالت المنظمة في بيان لها: إن هذا يأتي بجانب مقتل 7 مصريين أقباط، كما لقي عاملان مصريان مصرعهما، أواخر يوليو/تموز الماضي، نتيجة سقوط قذائف عشوائية بمنطقة الهواري بمدينة بنغازي، بعد تبادل لإطلاق الصواريخ والقذائف بين مليشيات خليفة حفتر، وتنظيم "أنصار الشريعة".
وأضافت المنظمة أن المصريين الموجودين في ليبيا لم يسلموا من عمليات الاختطاف التي استهدفت الأجانب، حيث لم تكن واقعة اختطاف 13 عاملًا مصريًّا قبطيّاً في ليبيا هي الأولى من نوعها، إذ سبقهم 7 آخرون تم اختطافهم في الأسبوع الماضي؛ ففي 29 ديسمبر/كانون الأول 2014 قامت مجموعة مسلحة باختطاف 7 شباب أقباط من مركز سمالوط بالمنيا في أثناء عودتهم لمصر لقضاء إجازة العيد بمنطقة مرادة التابعة لمحافظة سرت في دولة ليبيا.
وأردفت المنظمة: "كما قام مسلحون بمهاجمة منزل الطبيب المصري القبطي، مجدي صبحي توفيق، في 23 ديسمبر/كانون الأول 2014، وقاموا بقتله وزوجته واختطفوا ابنته في منطقة سرت بليبيا؛ حيث اقتادوا ابنة الطبيب البالغة من العمر 18 عامًا إلى مكان مجهول، فيما تركوا طفلتين صغيرتين في المنزل الذي كان مسرحًا للجريمة. وفي يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول تم العثور على جثة الفتاة، البالغة من العمر 21 عامًا في منطقة سكنها نفسها".
وأوضحت المنظمة أنه في 27 أغسطس/آب 2014، قام مسلحون ليبيون باختطاف 4 مصريين أقباط في ليبيا، في طريقهم من مدينة طرابلس إلى الحدود المصرية الليبية؛ حيث تم توقيفهم في منطقة سرت، التي تبعد حوالى 450 كيلومترًا غرب طربلس، وفي 29 سبتمبر/أيلول 2014 تم احتجاز 70 سائقًا مصريًا بمنطقة البادي بليبيا للضغط على الجانب الليبي لتلبية بعض مطالبهم.
وذكرت المنظمة أن مليشيات مسلحة في منطقة أجدابيا اختطفت أكثر من 20 مصريًا معظمهم من سائقي الشاحنات في أكتوبر/تشرين الأول 2013، من أجل مساومة السلطات المصرية للإفراج عن 13 ليبياً، كان قد قُبض عليهم بتهمة تهريب أسلحة عبر الحدود، كما تم إطلاق سراح 7 عمال من بينهم 4 مصريون، اختطفهم مجهولون مسلحون بمنطقة قنفودة بمدينة بنغازي.
وأكدت المنظمة أن عدد المصريين الأقباط المختطفين في ليبيا مؤخرا وصل إلى 20 شخصًا في أقل من أسبوع، و24 شخصًا منذ أغسطس/آب الماضي، فضلا عن حوالى 20 مصريا قبطياً تم قتلهم على يد مسلحين في ليبيا منذ 17 فبراير/شباط 2011.