حصار الجامعات في مصر
بدء العام الدراسي الجامعي في مصر، بعد تأجيل استمر ثلاثة أسابيع، بمظاهر جديدة غير مألوفة، طوابير طويلة من الطلبة في انتظار الدخول إلى الحرم الجامعي الذي تحول إلى ما يشبه الثكنات العسكرية، أفراد يرتدون زياً خاصاً، كتب عليه اسم شركة أمن خاصة (فالكون)، كانت تؤمن الحملة الانتخابية لعبد الفتاح السيسي، ومملوكة لأحد ممولي الانقلاب العسكري، ولواء متقاعد عرف بولائه للانقلابيين.
وقد تعاقدت وزارة التعليم العالي مع هذه الشركة لتأمين 15 جامعة في مقابل عشرة ملايين جنيه شهرياً، بالإضافة إلى الأمن الإداري الجامعي، وبحضور وزارة الداخلية للدعم اللوجستي، وتوفير ما يلزم من كلاب بوليسية وأجهزة التفتيش والمراقبة، وقد سبقت كل هذه الإجراءات حملة اعتقالات في صفوف الطلبة.
ولم يقتصر الأمن على البوابات التي تؤدي إلى داخل الحرم الجامعي، بل انتشر داخل حرم الجامعات، لمراقبة النشاط الطلابي، وزيادة في الإمعان والتنكيل بالحراك الطلابي، تم تجنيد طلبة من نوعية متعاون أمني، أو طلاب "شرفاء" على غرار مواطنين "شرفاء"، للإبلاغ عن زملائهم الناشطين.
كما أعطي الحق لرئيس الجامعة بفصل أي طالب، أو عضو هيئة تدريس، يزاول أي نشاط ضد الانقلاب. لقد استباحت الحكومة المصرية حرمة الجامعات، وأصبحت عصي الأمن الغليظة تغطي جامعات الوطن بظلالها، واعتقد النظام العسكري أن الحراك الطلابي سيهزم أمام هذه الإجراءات، لكن الطلبة أثبتوا، باحتجاجاتهم على الواقع الجديد، أنهم أهل للنهوض بالبلاد في السنوات المقبلة، وأنهم سيقودون حركة التطوير والنهضة للخروج بالبلاد من أزماتها.