وبينما كان ترامب مقلاً في الكلام، استرسل عباس قائلاً "نتطلع إلى العمل معكم للتوصل إلى صفقة السلام التاريخي، فخيارنا الاستراتيجي الوحيد هو تحقيق الدولتين، دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بسلام مع دولة إسرائيل حسب حدود الـ1967، وهو ما سيعطي دفعة قوية لتحقيق مبادرة السلام العربية ويعزز التحالف الإقليمي والدولي لهزيمة الإرهاب، وخصوصاً داعش، ويتيح الفرصة لتقوم الدول العربية والإسلامية لإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، وهو ما حددته القمم العربية".
وأكمل عباس مخاطباً ترامب "سيادة الرئيس أنا مؤمن بأنكم قادرون على النجاح، لأن لديكم القدرة والرغبة، فنحن قادمون على مناسبة جديدة لتحقيق هذا السلام برعايتكم، الوضع النهائي قابل للحل، بما يشمل اللاجئين والأسرى استناداً إلى المرجعيات المحددة".
وأشار إلى أنه "آن الأوان لتنهي إسرائيل احتلالها لأرضنا بعد 50 عاماً، فنحن الشعب الوحيد الذي لا يزال محتلاً في العالم، ونريد من دولة إسرائيل أن تعترف بدولة فلسطين مثلما نعترف نحن بدولة إسرائيل".
وطمأن عباس مضيفه الأميركي بقوله "ثقوا فخامة الرئيس بأننا نربي أطفالنا على ثقافة السلام ونسعى ليعيشوا بأمن وحرية وسلام مثل باقي أطفال العالم، هم والأطفال الإسرائيليون، فأنا أحمل معي معاناة وأمل الشعب الفلسطيني، لنجعل من الأرض المقدسة للديانات السماوية الثلاث ملاذاً للأمن والسلام والاستقرار والعدل للجميع، ونحن نؤمن بأننا بقيادتكم وحكمتكم ومهارتكم التفاوضية قادرون على صناعة السلام، ونتكل على الله ثم عليكم لتحقيق معاهدة سلام تاريخية برعايتكم وقيادتكم".
أما ترامب، فأعلن من جهته رغبة واشنطن "بخلق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ فقد مضى وقت طويل، وسنعمل بإصرار ومن دون كلل، وأعتقد أن هناك فرصة مهمة" على هذا الصعيد. ورحّب بعباس كـ"صانع سلام"، ودعاه إلى تكرار الدور الذي قام به قبل 24 عامًا حين تم التوصل إلى اتفاق أوسلو، والتوقيع عليه في البيت الأبيض مع رئيس وزراء حكومة الاحتلال الراحل، إسحاق رابين، والرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون.
وقال ترامب، والذي أظهر حرصًا على استقبال الرئيس الفلسطيني على باب سيارته عند مدخل البيت الأبيض: "أريد أن أؤيدك لتكون الزعيم الفلسطيني الذي يحقق السلام وينهي هذا الصراع". ورسم الرئيس الأميركي حدود دور إدارته في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال إنه سيفعل كل ما بوسعه كمسهّل وراع لمفاوضات السلام بين حكومة بنيامين نتنياهو والسلطة الفلسطينية، مؤكداً أن الحل يجب أن يتوصل إليه الجانبان دون أي تدخل دولي.
وأشاد ترامب بـ"التعاون الفلسطيني الإسرائيلي الأمني"، قائلاً "فوجئت بمقدار هذا التعاون بينهما ودرجة فعاليته"، واعداً باستمرار تقديم الدعم له. ودعا ترامب الفلسطينيين إلى وقف ما سماه "التحريض والعداء والكراهية"، معتبراً أن التوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي سيكون بمثابة هزيمة نكراء لـ"داعش" و"الإرهاب"، معربًا عن تفاؤله بأنه سيكون الزعيم الأميركي الذي يحقق السلام بين الجانبين.
واختتم كلامه بإشارته إلى أنه تحدث مع رئيس الحكومة الإسرائيلية (بيبي نتنياهو على حد تعبيره) ومع "العديد من القيادات الإسرائيلية العظماء لنبدأ مساراً نأمل أن ينتهي بسلام، فلطالما سمعت أنه أعظم اتفاق سلام".
من جانب آخر، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، إن ترامب طرح خلال محادثات عقدها مع عباس على طاولة الغداء، سبل إطلاق مفاوضات السلام، والمشاركة في محاربة الإرهاب، والقضاء على تنظيم "داعش". كذلك جدّد الجانبان البحث بقضايا التعاون الأمني مع إسرائيل، والمساعدات الاقتصادية للفلسطينيين، فيما أثار الرئيس الأميركي مسألة رواتب الأسرى الفلسطينيين.