أقامت فرقة "مشروع ليلى" اللبنانية حفلًا غنائيًا في القاهرة، الجمعة الماضي، بحضور عدد كبير من محبي الفرقة في مصر، لكن الجدل الذي صاحب الحفل حوّله من مجرد أمسية لطيفة يُرفه فيها بعض الشباب عن أنفسهم، إلى نقاش حاد عن المثلية الجنسية وحقوق المثليين في مصر والعالم العربي.
الجدل الذي أثاره الحفل، والذي وصل إلى حد تقديم نائب في البرلمان طلب إحاطة موجّهاً لرئيس الوزراء ووزيري الثقافة والسياحة، يعد امتدادًا لجدالات مشابهة أثارتها "مشروع ليلى" أكثر من مرة، بسبب تجاوزها الأنماط الموسيقية المألوفة في الأوساط العربية، وتناولها قضايا شائكة عربيًا، مثل المثلية الجنسية والهجرة والسياسة، ولتمتعها بشعبية كبيرة في أوساط المثليين العرب.
علم "رينبو" يحول مسار الحفل
بدأت المناقشات منذ إعلان "مشروع ليلى" عن إقامة حفل غنائي في القاهرة، قبل أسابيع من الحفل، إذ دار نقاش نخبوي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن الفرقة، والمحتوى الفني الذي تقدمه، والرسالة التي تسعى لإيصالها، وانقسم الجمهور إلى فريقين، أحدهما يرى أن مستوى الفرقة يتدهور وأن أغانيها ورسائلها أصبحت مكررة، في حين يرى الفريق الآخر أن "مشروع ليلى" ما زالت في أوج عطائها وأنها صاحبة فكر ورسالة.
مع اقتراب موعد الحفل، أخذت النقاشات بُعدًا آخر، بعدما أظهر عدد من محبي الفرقة حماسًا كبيرًا لحفلها المرتقب، وهو ما دفع بعضهم إلى اعتبار هذا الحماس استعراضا اجتماعيا أكثر من كونه حماسًا حقيقيًا، خصوصا أن الحفل يقام في مكان يوصف بأنه "برجوازي"، ويبلغ سعر تذكرته ما يزيد على 200 جنيه مصري.
استمر النقاش نخبويًا ويتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى صعود أعضاء فرقة "مشروع ليلى" إلى خشبة المسرح وبدء الغناء، ثم تحول إلى جدل وخلاف واختلاف واسع المدى، بعدما رفع بعض حضور الحفل علم "رينبو" الذي يرمز إلى المثلية الجنسية.
الإعلام والنقابة والساسة يدخلون على الخط
نشرت أغلب وسائل الإعلام المصرية تقارير عن حفل "مشروع ليلى"، مع إبراز صور ومقاطع فيديو لقيام بعض حضور الحفل برفع علم قوس قزح، ووصفه بعضهم بأنه "حفل شواذ"، فتوسع الجدل وأخذ بُعدًا دينيًا، وتحول النقاش عن الفرقة وأغانيها إلى جدل حاد حول المثلية الجنسية والمثليين من منظور ديني وثقافي.
سعيًا لإنهاء الجدل، أصدرت نقابة المهن الموسيقية قرارًا بمنع إقامة حفلات لفرقة "مشروع ليلى" في مصر، مؤكدة أنها "ليست جهة قمع ولكن مثل تلك الحفلات لن تقام في مصر مرة أخرى"، وأنها "ضد أي فن شاذ، وتبرئ نفسها من الاتهامات بأنها وراء مثل تلك الحفلات".
دخلت الأحزاب والشخصيات السياسية على الخط، فقام نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور السلفي محمد خليفة، بتقديم طلب إحاطة لرئيس البرلمان، موجه لرئيس مجلس الورزاء، ووزيري الثقافة والسياحة، بسبب "قيام مجموعات من الشواذ جنسيًا برفع أعلامهم بشكل علني ومستفز في إحدى الحفلات الغنائية"، وتساءل خليفة في طلبه عن "الكيفية والجهة التي منحت تصريحا رسميا لإقامة حفل غنائي يشارك فيه الشباب والفتيات بشكل يصدم القيم التي نشأ عليها المصريون".
وقال البرلماني مصطفى بكرى، إن رفع لافتات وأعلام الشواذ يمثل "فضيحة بمعنى الكلمة"، وأنه "محاولة لوصم مصر وشبابنا المحترم"، وأن ما حدث في الحفل "جزء من مخطط وليس فعلا تلقائيا، ومحاولة لإيهام الرأي العام بأن شباب مصر قد انحط".
وطالب خليفة وبكري وبعض الرافضين للمثلية الجنسية، السلطات بالتدخل لمنع مثل هذه الحفلات والقبض على القائمين عليها ومحاكمتهم وتطبيق العقوبة على من رفع هذا "العلم المشبوه".
تهديدات بالقتل
تجاوز الجدل مرحلة تبادل الآراء وتسجيل المواقف، ووصل إلى حد تهديد من قاموا برفع العلم بالقتل والسحل، كما قالت الناشطة سارة حجازي، التي اضطرت إلى إغلاق حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعد تلقيها تهديدات بسبب صورها وهي تحمل علم قوس قزح في حفل "مشروع ليلى".
وكتب أحمد علاء، أحد الشباب الذين انتشرت صورهم وهم يحملون علم قوس قزح، بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي، أنه ليس مثلي الجنس وأنه رفع علم قوس قزح تعبيرًا عن تضامنه مع المثليين جنسيًا، وقال إنه تلقى تهديدات بالقتل والاغتصاب والسحل وأصبح مطلوبًا أمنيًا بسبب حملة الانتقادات الشرسة التي شنها عدد من الإعلاميين عليه.
الجدل الذي أثاره الحفل، والذي وصل إلى حد تقديم نائب في البرلمان طلب إحاطة موجّهاً لرئيس الوزراء ووزيري الثقافة والسياحة، يعد امتدادًا لجدالات مشابهة أثارتها "مشروع ليلى" أكثر من مرة، بسبب تجاوزها الأنماط الموسيقية المألوفة في الأوساط العربية، وتناولها قضايا شائكة عربيًا، مثل المثلية الجنسية والهجرة والسياسة، ولتمتعها بشعبية كبيرة في أوساط المثليين العرب.
علم "رينبو" يحول مسار الحفل
بدأت المناقشات منذ إعلان "مشروع ليلى" عن إقامة حفل غنائي في القاهرة، قبل أسابيع من الحفل، إذ دار نقاش نخبوي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن الفرقة، والمحتوى الفني الذي تقدمه، والرسالة التي تسعى لإيصالها، وانقسم الجمهور إلى فريقين، أحدهما يرى أن مستوى الفرقة يتدهور وأن أغانيها ورسائلها أصبحت مكررة، في حين يرى الفريق الآخر أن "مشروع ليلى" ما زالت في أوج عطائها وأنها صاحبة فكر ورسالة.
مع اقتراب موعد الحفل، أخذت النقاشات بُعدًا آخر، بعدما أظهر عدد من محبي الفرقة حماسًا كبيرًا لحفلها المرتقب، وهو ما دفع بعضهم إلى اعتبار هذا الحماس استعراضا اجتماعيا أكثر من كونه حماسًا حقيقيًا، خصوصا أن الحفل يقام في مكان يوصف بأنه "برجوازي"، ويبلغ سعر تذكرته ما يزيد على 200 جنيه مصري.
استمر النقاش نخبويًا ويتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى صعود أعضاء فرقة "مشروع ليلى" إلى خشبة المسرح وبدء الغناء، ثم تحول إلى جدل وخلاف واختلاف واسع المدى، بعدما رفع بعض حضور الحفل علم "رينبو" الذي يرمز إلى المثلية الجنسية.
الإعلام والنقابة والساسة يدخلون على الخط
نشرت أغلب وسائل الإعلام المصرية تقارير عن حفل "مشروع ليلى"، مع إبراز صور ومقاطع فيديو لقيام بعض حضور الحفل برفع علم قوس قزح، ووصفه بعضهم بأنه "حفل شواذ"، فتوسع الجدل وأخذ بُعدًا دينيًا، وتحول النقاش عن الفرقة وأغانيها إلى جدل حاد حول المثلية الجنسية والمثليين من منظور ديني وثقافي.
سعيًا لإنهاء الجدل، أصدرت نقابة المهن الموسيقية قرارًا بمنع إقامة حفلات لفرقة "مشروع ليلى" في مصر، مؤكدة أنها "ليست جهة قمع ولكن مثل تلك الحفلات لن تقام في مصر مرة أخرى"، وأنها "ضد أي فن شاذ، وتبرئ نفسها من الاتهامات بأنها وراء مثل تلك الحفلات".
دخلت الأحزاب والشخصيات السياسية على الخط، فقام نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور السلفي محمد خليفة، بتقديم طلب إحاطة لرئيس البرلمان، موجه لرئيس مجلس الورزاء، ووزيري الثقافة والسياحة، بسبب "قيام مجموعات من الشواذ جنسيًا برفع أعلامهم بشكل علني ومستفز في إحدى الحفلات الغنائية"، وتساءل خليفة في طلبه عن "الكيفية والجهة التي منحت تصريحا رسميا لإقامة حفل غنائي يشارك فيه الشباب والفتيات بشكل يصدم القيم التي نشأ عليها المصريون".
وقال البرلماني مصطفى بكرى، إن رفع لافتات وأعلام الشواذ يمثل "فضيحة بمعنى الكلمة"، وأنه "محاولة لوصم مصر وشبابنا المحترم"، وأن ما حدث في الحفل "جزء من مخطط وليس فعلا تلقائيا، ومحاولة لإيهام الرأي العام بأن شباب مصر قد انحط".
وطالب خليفة وبكري وبعض الرافضين للمثلية الجنسية، السلطات بالتدخل لمنع مثل هذه الحفلات والقبض على القائمين عليها ومحاكمتهم وتطبيق العقوبة على من رفع هذا "العلم المشبوه".
تهديدات بالقتل
تجاوز الجدل مرحلة تبادل الآراء وتسجيل المواقف، ووصل إلى حد تهديد من قاموا برفع العلم بالقتل والسحل، كما قالت الناشطة سارة حجازي، التي اضطرت إلى إغلاق حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعد تلقيها تهديدات بسبب صورها وهي تحمل علم قوس قزح في حفل "مشروع ليلى".
وكتب أحمد علاء، أحد الشباب الذين انتشرت صورهم وهم يحملون علم قوس قزح، بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي، أنه ليس مثلي الجنس وأنه رفع علم قوس قزح تعبيرًا عن تضامنه مع المثليين جنسيًا، وقال إنه تلقى تهديدات بالقتل والاغتصاب والسحل وأصبح مطلوبًا أمنيًا بسبب حملة الانتقادات الشرسة التي شنها عدد من الإعلاميين عليه.