حفنة ملح

10 مارس 2014
"الجميزة العتيقة"، جورج صبّاغ
+ الخط -

كلّ يوم أمرّ
بحقول الملح
أحمل غرسةً تحتضر
لا حليب في صدري
ودموعي مرّة
أبحث عن تراب عفيّ
ولا أجد.
تلك الكثبان البيضاء
هناك.. حيث لا سماء
أيضاً قاحلة
ومالحة جداً
لها رائحة السموم.
ولكنّي لا أحيد النظر
فهي حيث ألتفتُ
وحيث أخطو
وحيث أغفو...
جفناي أيضاً
يبطنّهما الملح
وهذا – ربما – سبب دموعي المتواصلة

*

يُقال إني مفجوعة بموت حبيب ما
ولكني لست كذلك
من نحبّهم لا يموتون
يكفي أن نحبّهم حتى يصبحوا خالدين
لكنّ الحبّ يؤلمني
شيء فيك يؤلمني
اسمك يرشقني بآلاف الإبر
تخيط جسدي غرزة إثر غرزة
وتجري في خيوط دمي
حتى يجفّ
مرورك آخر الرواق
يغرق قلبي في أحشائي
حتى يلفظ الشهادة

*

تؤلمني سخرية السؤال في عينيك:
"ما الحبّ؟"
أنا مثلك لا أعرفه
ولكني أبحث.
لو أنك تنظر في عيني
لو أنك تمنحني برهة
لو أنك لا تفرّ مني
لوجدتَ الاجابة

*

الحبّ
أن تهمس لي السبت،
فتنمو لؤلؤةٌ في أذني الأحد.
...
أن أفيق على خدر في ذراعيّ،
بعد نوم طويل
احتضنتُ فيه غيابك
ونما فيه شعري حتى الغابات

*

الحبّ
أن تمنّ على شقوق شفتيّ بقبلة
فتغتسل بالندى الأخضر.
أن يفوح الريحان حين ترفع شعري
فأشتهي الموت بين أصابعك.

*

الحبّ
أن تؤلمني معدتي
حين أعلم بقدومك
ويمطرني غبار الطلع
اذ يلوح ظلّك خلف الكثبان

*

الحبّ .. ما الحبّ؟
كيف أعثر عليه وكلّ شيء هنا
يتحوّل زيتاً ذائباً؟
كيف، وطعم الملح في القهوة
واللمسة
وحتى الحلم

*

ما الحبّ؟
أمسكُ حفنة ملح وأذروها
تستقرّ بين أصابع قدمي
تلمع قبل أن يمتصّها جلدي
تهمس لي وهي تختفي:
الحبّ أن نرى غرسةً في الملح
ونقول... ستزهر.
دلالات
المساهمون