يدفع عشق الكرة المستديرة بأصحابه إلى الالتصاق بها مهما اختلفت المواقع، وغالباً ما يكون عالم التحكيم المجال الأقرب للفاشلين في مداعبة الكرة أو العالمين بأسرار التدريب، غير أن حامل الصافرة لا يجعل منها مصدراً رئيساً لجني قوته.
وغالباً ما يكون للحكام وظائف أخرى، خصوصاً أنه من الصعب العيش من عائدات التحكيم "الموسمية".
"العربي الجديد" اختار تسليط الضوء على بعض حكام كأس العالم بالبرازيل، وكشف وظائفهم الأصلية.
الأرجنتيني نيستور بيتانا (39 عاماً)
ظهر الحكم الأرجنتيني نيستور خلال مباراة روسيا أمام كوريا الجنوبية، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي (1-1 )، وحاول هذا الحكم في بداياته ممارسة كرة القدم، لكنه فشل ليتجه إلى كرة السلة بفضل بنيته القوية، ولكنه لم يلق النجاح المطلوب.
وبعدها درس بيتانا التربية الرياضية، ليعمل حارساً على أبواب الحانات ويشارك في فيلم من إنتاج أرجنتيني تقمص خلاله دور حارس في سجن، و لكن عشق المستديرة سحره وأعاده إليها بشكل غير مباشر، وتحديداً في مجال التحكيم حيث عرف النجاح، ووصل إلى إدارة مباريات في المونديال، الحلم الذي نجح في تحقيقه.
الإنجليزي هاورد ويب (42 عاماً)
يكفي معرفة أنه يعمل كضابط شرطة لكي يحترمه الجميع في الملعب، بنظراته الجادة وهدوئه وخطواته الثابتة على أرض الملعب...، وضعته خصاله هذه في مقدمة أفضل حكام العالم في الفترة الحالية، وهو ما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم للاعتماد عليه في نهائي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وكان ويب قد قرر بدء عطلة لمدة عام من أجل الدخول إلى عالم التحكيم والذي حقق فيه نجاحات كبيرة، وعاد للظهور في مونديال 2014 بالبرازيل، ومن المتوقع ألا يترك الحكم الإنجليزي ملاعب الكرة حتى يجبره جسده على فعل ذلك.
السويدي جوناس إريكسون (40 عاماً)
بالرغم من الحياة الفارهة التي ينعم بها المليونير السويدي، والتي أتاحت له البقاء قريباً من عالم كرة القدم عن طريق شركة حقوق رياضية، إلا أنه فضل البقاء داخل الملعب، ليمتهن التحكيم ويقدم أداءً مميزاً، خصوصاً مع حفاظه على مستواه البدني، مما جعله واحداً من أبرز حكام المونديال.
الجامبي بكاري جاساما (37 عاماً)
أصبح الممثل الأول لبلاده في المونديال، بفضل لياقته البدنية العالية وأدائه التحكيمي الجيد، وعند سؤاله عما يقوم به بجانب التحكيم، أكد أنه يمارس أحد أنواع المصارعة الأفريقية وهي الـ"بوري".
الألماني فيلكس بريتش (38 عاماً)
تتناقض وظيفة بريتش خارج الملعب، مع امتهانه للتحكيم، فهو يعمل في المحاماة في ألمانيا، وفي ملاعب العالم يقوم باتخاذ الأحكام والقرارات ضد ولصالح اللاعبين.
وكان لفيلكس خطأ شهير الموسم الماضي عندما احتسب "هدفاً وهمياً" لصالح فريق باير ليفركوزن، بعدما دخلت الكرة من خارج المرمى عبر الشباك الممزقة، وهو ما أرجعه الحكم المحامي في مرافعة للدفاع عن نفسه قائلاً: "كلنا بشر ونتعرض لارتكاب الأخطاء".
الهولندي بيورن كويبرس (41 عاماً)
لم يكتف رجل الأعمال بالمتاجر ومراكز التجميل الخاصة به في هولندا، ليتألق في عالم التحكيم ويؤهله أداؤه لإدارة المباراة النهائية في النسخة المنقضية من دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد.
المكسيكي ماركو رودريجز (40 عاماً)
هدوءه في الملعب وقراراته الصائبة في معظم الأوقات، تعود إلى عمله في المكسيك كواعظ ديني مسيحي للطائفة البروتستانتية، ولكن في الوقت نفسه يعتبر رودريجز من أكثر حكام البطولة حزماً وجدية على أرض الملعب، وهو ما ظهر خلال مباراة الجزائر وبلجيكا.
التركي جنيد جاقر (37 عاماً)
يعمل الحكم التركي في مجال التسويق والمبيعات، وبالتحديد في قسم المبيعات بإحدى شركات التأمين، ويبدو أنه نجح في تسويق نفسه بشكل جيد ليقنع الفيفا بالاعتماد عليه لإدارة مباراة المكسيك والبرازيل في الجولة الثانية من المجموعة الأولى.
العاجي نوماندياز دوي (43 عاماً)
بالإضافة إلى أنه أحد أفضل الحكام الأفارقة في الفترة الحالية، يملك الحكم الإيفواري صيدلية خاصة به ويهوى الرقص بشدة، ويقضي وقته في محاولة إتقان الهوايات الثلاث، ويبدو أنه نجح في ذلك بعدما أصبح أول حكم عاجي يدير مباريات المونديال.