ضاقت بهم سبل التضامن مع المُعتقلين السياسيين. بات كل من يرفع لافتة احتجاج أو تضامن مُهدد بأن يلقى نفس مصير أكثر من 40 ألف سجين رأي منذ انقلاب 2013 في مصر، لكن عدداً من النشطاء أصروا على التضامن مع رفاقهم المُغيبين قسَرا خلف القضبان، ولا سيّما المُضربين منهم عن الطعام.
ودعا هؤلاء كل المهتمين بقضية المعتقلين إلى المشاركة في عرض لحكاية قصص المُضربين وفي مقدمتهم الناشط محمد صلاح سلطان، الذي دخل إضرابه عن الطعام يومه الـ266، ضمن حملة شعارها "جبنا آخرنا".
وقال مُنظمو عرض الحكي، الذي يعقد في مقر الجامعة الأميركية بوسط القاهرة، اليوم الأحد، إنه يقام "تضامنا مع المُضربين عن الطعام وعرض معاناتهم بطريقة مختلفة بعد تفشي القمع في أبشع صوره، في ظل قوانين تُقيد حقوق وحريات الإنسان إذا حاول التعبير عن رأيه، ليعيش إهانةً وتعذيباً تحت اسم الحبس الاحتياطي دون محاكمة".
وتابع المنظمون، وهم مجموعة متطوعين من "مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان"، في بيان حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، "سنحكي للناس قصص المحبوسين المُضربين عن الطعام الذين قرروا التضحية بأنفسهم لنيل الحرية". وأوضحوا أن "لكل مرحلة أداة ضغط والمعتقلون قرروا استخدام أصعب الأدوات التي قد تنتهي بالموت"، مؤكدين أن "الإضراب عن الطعام ليس مجرد كلمة أو قرار يتخذه شخص، وإنما يتضمن مراحل خطيرة".
وشرح منظمو حلقة الحكي آلية توثيق روايات "الأمعاء الخاوية"، بقولهم إن "الحكي يعتمد علي تجميع القصص من أصحابها، كمرحلة أولى، دون إدخال أيّ تعديلات، ثم يبدأ فريق من الحكائين الهواة التدريب كمرحلة ثانية لتوصيل القصص وتمثيل الواقع في شكل عرض مسرحي".
وقال القيادي بجبهة "طريق الثورة"، وسام عطا، إن "كافة المجموعات الشبابية تحاول نشر قضية سجناء الرأي كل على طريقته"، موضحاً أن "تشديد القبضة الأمنية دفعتنا للتفكير في آليات جديدة بعيدا عن التظاهر الذي يتسبب في اعتقال المزيد من الناشطين للضغط من أجل إطلاق سراح المعتقلين".
وأضاف لـ"العربي الجديد": "اعتقال ناشطين على خلفية مشاركتهم في تظاهرات مُعارضة للسلطة يستنزف قوة الحركات الاحتجاجية ويشغلها عن قضيتها الأساسية، لذا علينا اللجوء لآليات جديدة تضمن عدم وقوع خسائر في صفوفنا". وأضاف: "نظمت بعض المجموعات حملة عيدهم في السجن من خلال لصق صور المعتقلين من مختلف التيارات السياسية على لوحات الإعلانات في بعض الأحياء بالقاهرة، ولاقت الحملة رواجا بين الناس، كما دشن ناشطون حملة الموجة الخضراء للمطالبة بالحرية للمعتقلين".