تعتبر منافسات الناشئين من أبرز القواعد الهامة لصقل لاعبي كرة القدم الصغار على المهارات والأخلاق المثالية، لكن ذلك انقلب تماما عن القاعدة المعروفة؛ إذ شهدت مباراة فريقي الفيصلي وشباب الأردن التي جرت في دوري الناشئين الأردني لكرة القدم، حادثة اعتداء على حكم المباراة واعتراضات قوية، رغم صغر سن اللاعبين الذين لم يتجاوزوا الـ 16 عاما.
ولم تكن أحداث المباراة التي تندرج في إطار الأسبوع الرابع لدوري الفئات السنية الصغيرة "تحت 16 سنة" والتي يعول عليها لبناء المستقبل الكروي في الأردن، لتمر مرور الكرام، بعدما قام أحد اللاعبين من فريق الفيصلي بضرب الحكم المساعد الثاني، في مشهد لم يكن متوقعا ولا منتظراً، اعتراضاً على قراراته التحكيمية ومنها احتسابه هدفا لفريق شباب الأردن، رغم وجود حالة تسلل وإلغاء هدف آخر للفيصلي بداعي التسلل، ليشتعل فتيل الأزمة في المباراة ويختلط الحابل بالنابل.
حرمان..وتخسير الفيصلي
وقررت اللجنة التأديبية باتحاد كرة القدم الأردني أمس الأربعاء على إثر تلك الأحداث، وعقب الاطلاع على تقرير مراقب وحكم المباراة، اعتبار الفيصلي خاسرا للمباراة (0-3)، مثلما اتخذت اللجنة عدة عقوبات كان من أبرزها: "إيقاف اللاعب محمد زياد خليل ثماني مباريات متتالية، وحرمانه من المشاركة في مباريات فريقه فئته المعتمدة، وما يتخللها من مباريات رسمية يحق له المشاركة فيها من غير فئته المعتمدة وتغريمه مبلغ (400) دينار أردني (نحو 564 دولارا) وذلك لقيامه بضرب الحكم المساعد الثاني ضربا بدنيا".
وأعلنت اللجنة إيقاف لاعب الفيصلي مظهر راتب ست مباريات رسمية وتغريمه ماليا؛ وذلك لضربه لاعب الفريق المنافس بدون كرة، ومنع مدرب حراس مرمى الفيصلي والحارس السابق فراس طالب من مرافقة الفريق لست مباريات رسمية وتغريمه ماليا؛ وذلك لقيامه بالتهجم على الحكم المساعد والتلفظ عليه بألفاظ خارجة، وقيامه بمسك الحكم من قميصه وجره ثم دفعه.
حكام جدد
ولاقت العقوبات صدى واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر عدد من جماهير الفيصلي أن طاقم التحكيم أفسد المباراة، وتسبب بالأحداث بسبب قراراته الظالمة، متسائلة إن كانت مؤامرة مخططا لها أم أخطاء بشرية غير مقصودة، فيما ذهبت جماهير أخرى للحديث عن أن اللاعب لا يجوز له مثل تلك التصرفات باعتباره صغيرا، رغم أن المباراة شهدت قرارات تحكيمية مثيرة للجدل بحسب شهود عيان.
وغالبا ما تقوم لجنة التحكيم التابعة لاتحاد كرة القدم بتعيين "حكام مستجدين" لإدارة مباريات لفرق الناشئين من أجل مساعدتهم على تطوير أدائهم التحكيمي باعتبارهم جددا، وقد تشهد بعض القرارات التي يتخذونها جدلاً بسبب عدم صحتها في بعض الأحيان.
ويقول المنسق الإعلامي لفريق الفيصلي الأردني أحمد الزاغة لـ "العربي الجديد": "كانت النتيجة تشير إلى تقدم شباب الأردن 2-1 وكنا قريبين من التعادل، لكن حدثت المشكلة وتوقفت المباراة في دقائقها الأخيرة بصافرة الحكم".
وأضاف: "اتخذ الحكم قرارات غريبة ومثيرة للجدل حرمت فريقنا من هدف صحيح 100% بعد مشاهدته بكاميرا خاصة، كما كانت قرارته مؤثرة على اللاعبين الصغار وخاطئة في أغلبها، بالمقابل احتسب هدفا غير صحيح لشباب الأردن من وضعية تسلل".
ولم يعلق الزاغة على حادثة الضرب التي شهدتها المباراة، لكنه أشار إلى أن النادي قد يستأنف القرار.
يذكر أن المباراة انتهت بصافرة من الحكم قبل نهاية الوقت الأصلي بدقائق، بسبب تهجم ثلاثة لاعبين على الحكم والنتيجة تشير إلى تقدم شباب الأردن 1-2، وهي أول هزيمة للفيصلي الذي كان يتصدر الدوري بعد الجولة الثالثة.