اليومَ يا أمي أطلق عليّ الموظف في مقر الأمم المتحدة اسماً جديداً: "123". لا تشعري بالضيق، ليس السبب أنه لم يعجب بالاسم، الذي اخترتِه لي، بل ربما لأنني أضعت هويتي منذ فترة.
أعذريه يا أمي، فكيف سيُعرف اسم شخص بلا هوية، لكني سعيد بالاسم الجديد "123"، مع أني كنت أتمنى أن يكون أبسط من ذلك، لكي تستطيعي حفظه. لو كان مثلاً "7" أو "8"، لكنني أعتقد أن هذه الأرقام تليق بالنساء أكثر، أما "123" فيبدو أنه اسم له وزن مميز، وعندما سيُسأل ابني في المدرسة مستقبلاً عن اسم والده، سيجيب بكل فخر "123"، بينما سيخجل زميله ابن "3"، وسيلفظ اسم والده همساً.
الموظفة أيضاً عاملتني بلطف يا أمي، حتى أنها سألتني:
أعذريه يا أمي، فكيف سيُعرف اسم شخص بلا هوية، لكني سعيد بالاسم الجديد "123"، مع أني كنت أتمنى أن يكون أبسط من ذلك، لكي تستطيعي حفظه. لو كان مثلاً "7" أو "8"، لكنني أعتقد أن هذه الأرقام تليق بالنساء أكثر، أما "123" فيبدو أنه اسم له وزن مميز، وعندما سيُسأل ابني في المدرسة مستقبلاً عن اسم والده، سيجيب بكل فخر "123"، بينما سيخجل زميله ابن "3"، وسيلفظ اسم والده همساً.
الموظفة أيضاً عاملتني بلطف يا أمي، حتى أنها سألتني:
- متزوج ؟
- لا ... و حضرتك؟
- مو شغلتك ..، جاوبْ ع قد السؤال بس. ربما كانت تعاني من مشكلة عاطفية. هذا ما استنتجته من جوابها، لكنها كانت في غاية اللطف، حتى أنها عرضت علي المساعدة. نعم ستهدي إليّ بعض المعونات. لا تخبري والدي بذلك أرجوك، لقد رفضت الأمر في البداية، فأنت تعلمين أن عملي يسير بشكل ممتاز، كما أخبرك دائماً، لكن لم أستطع أن أرفض طلبها، صدّقيني.
أنت يا أمي، ما هو اسمك الجديد؟ اسم والدي الجديد أيضاً؟ أخوتي؟ حسناً هذا كل ما حدث معي اليوم. سأراسلك مجدداً في أقرب فرصة، أعلم أنك تفضلين سماع صوتي عبر الهاتف، لكني أفضل مراسلتك كتابة، فالرسائل أكثر حميمية يا أمي.
ابنك البار 123