يسكن النّاطور حجرة صغيرة أسفل البناية المكوّنة من عشر طبقات. حجرته هي أوّل ما تلاحظه عندما تجتاز الفسحة الضئيلة ما بين مدخل البناية حتّى باب المصعد. هي الحجرة الأصغر، هي التي لا يملكها أحد ولا يستأجرها أحد، ولا يرغب فيها أحد، لكنّها أهمّ من غرف بيوت كلّ المالكين وجميع المستأجرين.
لا نرى الحجرة من الداخل، ونعتقد أنّها لا تتغير، وأنّها ليست بحاجة إلى أيّ تغيير، وأنّها لا تعاني عطلاً، مثلما يمكن أن يعاني أيّ بيت، ولا تتطلّب خدمة، هي التي يفترض بها وبساكنها خدمة السكان القاطنين بيوت البناية كاملة.
حجرة الناطور لا تختلف عن غيرها من الحجرات التي يسكنها النواطير عادة، فلا داعي للتعرّف إليها، لأنّها لا تقدّم ولا تؤخّر شيئاً مماّ نظنّ أننّا نعرفه من قبل.
مهنة الناطور أقرب إلى حارس منها إلى ساكن، رغم أنّه ليس حارساً، وهو ربّما أكثر الناس إقامة في البناية، التي يتبدّل سكّانها ما بين مالكين ومسـتأجرين، رغم أنّ الناطور ليس واحداً منهم. الناطور ليس مالكاً، ولا مستأجراً.
لا نعرف ماذا يفعل عندما يكون وحده. لكنّنا نرى وجهه كلّ يوم. هو الوحيد الذي يعرف سكّان البناية جميعهم. هو الوحيد الذي يسهر على رعاية البناية، يعرف من أين تصل الكهرباء ومتى تقطع، وأيّ أنبوب تكسر، كيف يمكن العمل على إصلاحه. الناطور يحمي وينتظر، يلبّي ويخدم، لكنه يبقى وحيداً، وربما هو الوحيد الذي لا يطالب أحداً بشيء، فيما ينبغي عليه أن يجيب عن أي سؤال.
يحتفظ الناطور بالعناوين، بأرقام الهواتف، بأسماء الزوّار. يعرف سيارات ساكني البناية، متى يخرجون، ومتى يعودون عادة. ذاكرة الناطور هي سجلّ البناية، ووجهه يحمل دراما مركبة، فهو الأب بلا أولاد، والمالك بلا ملك، والحارس بلا سلطة.
مهنة تغطّي الاسم وتأتي قبله. قرب زرّ الجرس ورقة مستطيلة كُتِبَ عليها "ناطور". اسم يحمل هذه الوظيفة، ولا يحمل شيئاً من تاريخ صاحبها. تاريخه الشخصي هو الصلة الطالعة النازلة من تحت إلى فوق، ومن فوق إلى تحت، كما لو أنّ الناطور طيفٌ يسكن المصعد ليل نهار.
لا نرى الحجرة من الداخل، ونعتقد أنّها لا تتغير، وأنّها ليست بحاجة إلى أيّ تغيير، وأنّها لا تعاني عطلاً، مثلما يمكن أن يعاني أيّ بيت، ولا تتطلّب خدمة، هي التي يفترض بها وبساكنها خدمة السكان القاطنين بيوت البناية كاملة.
حجرة الناطور لا تختلف عن غيرها من الحجرات التي يسكنها النواطير عادة، فلا داعي للتعرّف إليها، لأنّها لا تقدّم ولا تؤخّر شيئاً مماّ نظنّ أننّا نعرفه من قبل.
مهنة الناطور أقرب إلى حارس منها إلى ساكن، رغم أنّه ليس حارساً، وهو ربّما أكثر الناس إقامة في البناية، التي يتبدّل سكّانها ما بين مالكين ومسـتأجرين، رغم أنّ الناطور ليس واحداً منهم. الناطور ليس مالكاً، ولا مستأجراً.
لا نعرف ماذا يفعل عندما يكون وحده. لكنّنا نرى وجهه كلّ يوم. هو الوحيد الذي يعرف سكّان البناية جميعهم. هو الوحيد الذي يسهر على رعاية البناية، يعرف من أين تصل الكهرباء ومتى تقطع، وأيّ أنبوب تكسر، كيف يمكن العمل على إصلاحه. الناطور يحمي وينتظر، يلبّي ويخدم، لكنه يبقى وحيداً، وربما هو الوحيد الذي لا يطالب أحداً بشيء، فيما ينبغي عليه أن يجيب عن أي سؤال.
يحتفظ الناطور بالعناوين، بأرقام الهواتف، بأسماء الزوّار. يعرف سيارات ساكني البناية، متى يخرجون، ومتى يعودون عادة. ذاكرة الناطور هي سجلّ البناية، ووجهه يحمل دراما مركبة، فهو الأب بلا أولاد، والمالك بلا ملك، والحارس بلا سلطة.
مهنة تغطّي الاسم وتأتي قبله. قرب زرّ الجرس ورقة مستطيلة كُتِبَ عليها "ناطور". اسم يحمل هذه الوظيفة، ولا يحمل شيئاً من تاريخ صاحبها. تاريخه الشخصي هو الصلة الطالعة النازلة من تحت إلى فوق، ومن فوق إلى تحت، كما لو أنّ الناطور طيفٌ يسكن المصعد ليل نهار.