لا أحبّ أن أقارن وجع فلسطينيٍّ معيّن بوجع فلسطيني آخر، لكن أحياناً يُخيّل إليّ أنّ وجودي في الوطن نقمة وليس نعمة، لأنّني أعيش حالة عبثية غير إنسانية. خصوصاً أنّني واعية جداً جداً لتهويد هالوطن وتغيير معالمه يومياً، بداية بمدينتي حيفا وبقرية أهلي قيساريا، التي أتوه عن معالمها كلّ مرّة أزورها، مروراً بالجليل والقدس والضفة وجميع أنحاء البلاد.
المصيبة أنّ معظمنا غارقون في الشعارات ولا نعمل أيّ شيء حقيقي ملموس لتغيير هالوضع، بل بالعكس، عايشين بوهم كبير زاد من حدّته النضال الفايسبوكي الافتراضي. فنرى مثلاً إحداهنّ من حيفا تضع علم فلسطين على شبّاك منزلها من الداخل، وتنشر الصورة على الفيسبوك مع جملة شعارتية جداً: "على طريق تحرير حيفا". فتأتيها أكوام اللايكات وتعليقات شعاراتية أكثر حول موعد العودة القريب. ودائماً أذكر أبي، وكيف كانت الحسرة تنبش جرح نكبته الخاصّة كلّ مرة كان يزور قريته المهجّرة التي تحوّلت إلى محمية تاريخية. لكن هذا موضوع حكاية ثانية.
- "نيّالك" باللهجة الفلسطينية تعني: "يا لحظّك السعيد"