دعا رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، اليوم الإثنين، إلى "وقف مخطط إسرائيل لإقامة قطار هوائي (تلفريك) ملاصق لأسوار المسجد الأقصى"، معتبراً ذلك "انتهاكاً لحرمة الوقف الإسلامي في القدس والمسجد". في حين أيدت الحكومة الإسرائيلية مشروع تنفيذ "تلفريك" يمر قرب الأقصى.
وقال الشيخ صبري، خطيب المسجد الأقصى، لوكالة "الأناضول" إن "إقامة القطار الهوائي بمساره المشار إليه، انتهاك لحرمة الأراضي الوقفية التي يمر فوقها، بما فيها المقابر، وبالتالي فإنه اعتداء يجب وقفه".
وشدد على أن "ثمة خطورة بالغة لهذا القطار، في حال مرّ فوق الأقصى، أو حتى على أسواره، وبالقرب منه".
من جهتها، أوضحت، المتحدثة باسم شرطة الاحتلال الإسرائيلية، لوبا السمري، في تصريح صحافي مكتوب اليوم الإثنين، أن "القطار الهوائي يربط جبل الزيتون مع باب المغاربة"، (إحدى بوابات البلدة القديمة في القدس جنوبي المسجد الأقصى). ويطل جبل الزيتون على المسجد الأقصى، أما باب المغاربة، فيؤدي إلى المسجد الأقصى من جهته الجنوبية.
وأشارت السمري إلى أنه "تقرر في اجتماع حكومي إسرائيلي عقد، اليوم، دعم فكرة إقامة القطار الخفيف، التي طرحها رئيس البلدية الإسرائيلية في القدس، نير بركات، قبل عدة أشهر".
وشارك في الاجتماع وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، ووزيرة الثقافة، ميري ريغيف، ووزير الشؤون الدينية، دافيد ازولاي، إضافة إلى بركات.
ولفتت السمري إلى أن "الاجتماع بحث موضوع جبل الزيتون، الذي يشمل مقبرة كبيرة لليهود ما زالت تستخدم حتى اليوم". وقالت: "سيطرح على الحكومة قريباً، قرار بشأن مسألة تعزيز الحراسة والأمن على جبل الزيتون".
وتابعت السمري "تقرر تسريع إنجاز سياج حول الجبل، وزيادة الفعاليات الثقافية، وتخصيص ميزانية لمزيد من ترميم القبور هناك، وبناء مركز للزوار على الجبل، وتحديث ترتيبات السير والمرور إلى الجبل، فضلاً عن استمرار تعزيز مبادرة رئيس البلدية لبناء التلفريك من مجمع المحطة إلى باب المغاربة، ولجبل الزيتون وللكنائس المحيطة".
واستنكر الشيخ صبري هذا المخطط، معتبراً إياه "محاولة واضحة لتهويد جبل الزيتون"، علماً بأن المقبرة اليهودية موجودة على أرض وقف إسلامي ومحاطة بأراضي الوقف.
وقال صبري إن "الإسرائيليين يحاولون تهويد المدينة شيئاً فشيئاً، ومرحلة تلو الأخرى، وهو أمر مرفوض، ومستنكر، ولا نقبل به"، معتبراً أن وضع السياج في محيط جبل الزيتون "من شأنه أن يؤدي إلى مصادرة مساحات واسعة من أراضي الوقف الإسلامي في المنطقة، بحجة الأمن وحراسة القبور اليهودية".