فيما تبحث الولايات المتحدة وحلفاؤها شن عمل عسكري وشيك ضد النظام السوري، رداً على استخدامه السلاح الكيميائي في هجوم له على مدينة دوما بالغوطة، خلّف عشرات القتلى والمصابين، يستمر حلفاء النظام، الروس والإيرانيون، في الإدلاء بتصريحات تحذّر من خطورة التصعيد الأميركي في سورية.
وفي هذا الصدد، نقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن مستشار كبير للمرشد الإيراني، علي خامنئي، قوله، اليوم الخميس، إن تهديدات بعض الدول الغربية بمهاجمة سورية تستند إلى "أكاذيب اختلقتها بعد تحرير الغوطة الشرقية".
وقال علي أكبر ولايتي إن "سورية جاهزة أكثر من السابق لمواجهة القادم"، مضيفا أن "أميركا هي التي أعطت توجيهات انطلاق الحرب في سورية والتي شارك فيها كثر"، وأدلى المسؤول الإيراني بتصريحاته خلال اجتماع مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في دمشق.
واعتبر ولايتي أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي أثار تعجب كثيرين منذ انتخابه، أصبح اليوم "محط سخرية واستهزاء".
في المقابل، نقل التلفزيون السوري عن الأسد قوله، اليوم، إن أي تحركات محتملة من الدول الغربية لن تساهم إلا في المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة. مشيراً إلى أنه "مع كل انتصار يتحقق في الميدان تتعالى أصوات بعض الدول الغربية وتتكثف التحركات، في محاولة منهم لتغيير مجرى الأحداث... وهذه الأصوات وأي تحركات محتملة لن تساهم إلا في المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهو ما يهدد السلم والأمن الدوليين".
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم، إن موسكو لا تريد أن يحدث تصعيد للموقف في سورية، لكن لا يمكنها أن تدعم "اتهامات كاذبة"، مضيفة أنها لم تعثر على دليل على شن هجوم كيميائي على مدينة دوما.
ووصفت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الوزارة، تصريحات واشنطن، بأنها داعية إلى الحرب، وقالت إن على العالم أن يفكر بجدية في العواقب المحتملة للتهديدات.
وأضافت زاخاروفا أن تهديدات الولايات المتحدة وفرنسا تعد انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة، وأن الضربة الجوية الإسرائيلية التي وقعت، يوم السبت، فاقمت زعزعة الاستقرار في سورية.
في سياق مواز، قال الكرملين، اليوم، إن خط الاتصال مع الولايات المتحدة الذي يهدف إلى تجنب الاشتباك غير المقصود فوق سورية، مستخدم من الجانبين، مع تصاعد التوترات بشأن الضربة الأميركية.
ويأتي تصريح الكرملين بينما يعتزم الوزراء البريطانيون الاجتماع لمناقشة الانضمام إلى الولايات المتحدة وفرنسا في هجوم عسكري محتمل على سورية يهدد باندلاع مواجهة مباشرة بين قوات غربية وروسية.
وردا على سؤال بشأن استخدام خط الاتصال، الذي يُعرف بخط "عدم الاشتباك" بين الجيشين الروسي والأميركي الخاص بسورية لتجنب وقوع خسائر بشرية روسية محتملة في حالة تنفيذ الضربة الأميركية، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف "الخط مستخدم ومُفعل. يستخدمه الطرفان بوجه عام".
وأضاف بيسكوف أن الكرملين يتابع عن كثب التصريحات التي تصدرها واشنطن فيما يتعلق بسورية، وجدد الدعوة إلى ضبط النفس. وتابع بيسكوف قائلا "ما زلنا نعتبر أن تجنب أي خطوات قد تؤدي إلى مزيد من التوتر في سورية أمر بالغ الأهمية. نعتقد أن (مثل هذه الخطوات) سيكون لها تأثير مدمر للغاية على عملية التوصل إلى تسوية في سورية".
ويتخذ التحرك الإيراني بالتزامن مع التصعيد الذي تشهده سورية، اتجاهات عدة، أولها رفع مستوى التنسيق مع النظام السوري، وهو ما ترجم بزيارة ولايتي إلى دمشق، التقى خلالها عدداً من المسؤولين في النظام السوري، بينهم وزير الخارجية وليد المعلم، قبل إطلاقه منها تهديداً واضح اللهجة بأن "الردّ سيكون قاسياً على هذا الهجوم".
وفي موازاة التنسيق مع النظام السوري، كثفت إيران وروسيا من مشاوراتهما. إذ وصل مبعوث الرئيس الروسي الخاص، ألكسندر لافرنتييف، إلى طهران، في زيارة غير معلنة، الثلاثاء، التقى فيها أمين مجلس الأمن القومي الأعلى، علي شمخاني، خلف أبواب مغلقة. وهو اللقاء الذي لم تخرج أي معلومات حوله، لكن مصادر رجحت أن يكون لافرنتييف قد حمل رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين للمعنيين في طهران، وأكدت أنه "بحث آليات التعاون وردود الفعل المتوقع أن تتخذها روسيا وإيران بعد شن الضربات الأميركية المحتملة".
إلى ذلك، قال البيت الأبيض، مساء أمس، إن الرئيس الأميركي لم يحدد جدولاً زمنياً لاتخاذ إجراء في سورية رداً على الهجوم بأسلحة كيميائية، وذلك بعد ساعات من قوله، في تغريدة على "تويتر"، إن "الصواريخ آتية، وإن على روسيا الاستعداد".
(العربي الجديد، رويترز)