مر حتى الآن عقدان من الزمن منذ أن فكرت لأول مرة في أن ألتحق بالدراسة أون لاين، لم تكن هناك خيارات كثيرة بالنسبة لي، مثل آلاف إن لم يكن ملايين السيدات العربيات، كنت وقتها زوجة وأما محاطة بالعديد من الالتزامات الأسرية، الاجتماعية، الاقتصادية بالإضافة إلى حزمة من التقاليد والعادات. فكرت في استكمال دراستي العليا عن طريق الالتحاق بالجامعات التقليدية، ولكن بُعد المسافة من ناحية وكون الدراسة لا تتم إلا في النصف الثاني من اليوم، وهو الوقت المخصص للأبناء والبيت وزيارات الأهل، جعل هذا الخيار غير ملائم بالمرة.
وما ساعد على عملية اتخاذ القرار - وهو أمر يوصى به لكل من يفكر في استكمال دراسته أون لاين، دراسة أكاديمية لنيل شهادة معتمدة (بكالوريوس - ماجستير أو دكتوراه) - الالتحاق بكورس أو دورة قصيرة، فالتحقت بدورة في التربية قدمتها إحدى الجمعيات الأهلية المهتمة بتربية الأبناء. أدركت سريعاً المهارات الضرورية لنجاح الدراسة أون لاين، وعلى رأسها: الالتزام الذاتي والدافعية الداخلية - القدرة العالية على تنظيم الوقت والتواصل الجيد عن طريق الكتابة والتعبير بصورة واضحة عن الأفكار والآراء.
اقــرأ أيضاً
عملية الاختيار
بادئ ذي بدء لا بد من إدراك أن عملية اختيار البرنامج الدراسي هي عملية تحتاج لوقت وكثير من الجهد المنظم، وهي كمن يبحث عن إبرة في كومة قش. عند القيام بالبحث الأولي عن طريق غوغل ستنتج آلاف الخيارات، وحينما قمت بذلك، أدركت ساعتها ضرورة أن تكون لدي معايير واضحة في اختيار الجامعة، وبالتالي استخدمت جداول "إكسيل" لكتابة البرامج وقياس مدى مناسبتها عبر معايير محددة. تختلف المعايير من شخص لآخر وفق ظروفه وإمكانياته، ولكن بالنسبة لي المعايير التالية كانت واضحة وفي غاية الأهمية:
1) أن يكون البرنامج المقدم مقسم إلى دورات قصيرة المدى (لا تتجاوز 6 أشهر).
2) أن لا يطلب من الطالب الانخراط في أكثر من دورة في الوقت نفسه.
3) أن يسمح بفترات راحة بين الدورة والأخرى.
4) أن تكون هناك فترة سماح طويلة للانتهاء من البرنامج.
5) أن تكون الدراسة كلها (100%) أون لاين، ولا تتطلب السفر إلى أي دولة أخرى في أي من مراحلها.
6) أن تكون الكلفة المالية معقولة، ولا تتم المطالبة بها دفعة واحدة، بحيث يكون نظام (التقسيط على دفعات) معمولاً به.
7) الاعتماد الأكاديمي للجامعة وسمعتها الطيبة في مجال الدارسة (التربية والتعليم)، ولكن أيضاً في مجال تقديم البرامج أون لاين.
اقــرأ أيضاً
اللحاق بالركب
كان السبب لهذه المحددات هو إدراكي التام بأنني لا أضمن الظروف الاجتماعية والاقتصادية، ورغبتي في ألا تأتي الدراسة على حساب الالتزامات العائلية الأخرى. وجدت بغيتي في جامعة استرالية اسمها University of Southern Queensland وبدأت الدراسة.
كان التحدي الأول هو اعتياد فكرة القراءة ليل نهار لفهم العديد من النظريات التي تطورت في العقدين الأخيرين ولم يتم تناولها في كثير من المناهج التربوية العربية، وأطلقت على هذه المرحلة الصعبة مرحلة "اللحاق بالركب"، كما لم يكن من السهل استيعاب كل الأفكار والآراء المتدفقة عبر منتديات الحوار، وخاصة أن معظم الطلبة كانوا من بلدان وخلفيات مختلفة (تعاملت مع 30 جنسية خلال الدراسة).
كانت التكاليف تحديا كبيرا، فجاء القرار أن يتم الانخراط في دورتين (مدة الواحدة 4 أشهر) فقط في العام، بمعنى الانتهاء من الماجستير في 4 أعوام بدلا من سنة، فكنت الطالبة التي مكثت أطول مدة زمنية للانتهاء من الدارسة. لم يهمني الأمر، لأنني قررت الاستمتاع بالرحلة وليس التركيز على محطة الوصول.
عملية الاختيار
بادئ ذي بدء لا بد من إدراك أن عملية اختيار البرنامج الدراسي هي عملية تحتاج لوقت وكثير من الجهد المنظم، وهي كمن يبحث عن إبرة في كومة قش. عند القيام بالبحث الأولي عن طريق غوغل ستنتج آلاف الخيارات، وحينما قمت بذلك، أدركت ساعتها ضرورة أن تكون لدي معايير واضحة في اختيار الجامعة، وبالتالي استخدمت جداول "إكسيل" لكتابة البرامج وقياس مدى مناسبتها عبر معايير محددة. تختلف المعايير من شخص لآخر وفق ظروفه وإمكانياته، ولكن بالنسبة لي المعايير التالية كانت واضحة وفي غاية الأهمية:
1) أن يكون البرنامج المقدم مقسم إلى دورات قصيرة المدى (لا تتجاوز 6 أشهر).
2) أن لا يطلب من الطالب الانخراط في أكثر من دورة في الوقت نفسه.
3) أن يسمح بفترات راحة بين الدورة والأخرى.
4) أن تكون هناك فترة سماح طويلة للانتهاء من البرنامج.
5) أن تكون الدراسة كلها (100%) أون لاين، ولا تتطلب السفر إلى أي دولة أخرى في أي من مراحلها.
6) أن تكون الكلفة المالية معقولة، ولا تتم المطالبة بها دفعة واحدة، بحيث يكون نظام (التقسيط على دفعات) معمولاً به.
7) الاعتماد الأكاديمي للجامعة وسمعتها الطيبة في مجال الدارسة (التربية والتعليم)، ولكن أيضاً في مجال تقديم البرامج أون لاين.
اللحاق بالركب
كان السبب لهذه المحددات هو إدراكي التام بأنني لا أضمن الظروف الاجتماعية والاقتصادية، ورغبتي في ألا تأتي الدراسة على حساب الالتزامات العائلية الأخرى. وجدت بغيتي في جامعة استرالية اسمها University of Southern Queensland وبدأت الدراسة.
كان التحدي الأول هو اعتياد فكرة القراءة ليل نهار لفهم العديد من النظريات التي تطورت في العقدين الأخيرين ولم يتم تناولها في كثير من المناهج التربوية العربية، وأطلقت على هذه المرحلة الصعبة مرحلة "اللحاق بالركب"، كما لم يكن من السهل استيعاب كل الأفكار والآراء المتدفقة عبر منتديات الحوار، وخاصة أن معظم الطلبة كانوا من بلدان وخلفيات مختلفة (تعاملت مع 30 جنسية خلال الدراسة).
كانت التكاليف تحديا كبيرا، فجاء القرار أن يتم الانخراط في دورتين (مدة الواحدة 4 أشهر) فقط في العام، بمعنى الانتهاء من الماجستير في 4 أعوام بدلا من سنة، فكنت الطالبة التي مكثت أطول مدة زمنية للانتهاء من الدارسة. لم يهمني الأمر، لأنني قررت الاستمتاع بالرحلة وليس التركيز على محطة الوصول.