كان من المفترض أن تحصل وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، كونداليزا رايس، على 35 ألف دولار، بالإضافة إلى شهادة فخرية في القانون، مكافأة لحديث مدته 15 دقيقة تلقيه في حفل تخرج طلاب جامعة روتغرز، في ولاية نيوجيرزي الأميركية، في 18 من الشهر الجاري، إلا أن رايس فاجأت الجميع بإعلان سحب اشتراكها في الحفل قبل أسبوع من موعده.
وقامت مجموعة من الطلاب والأساتذة والعاملين في الجامعة، بجمع توقيعات على عريضة تطالب إدارة الجامعة ورئيسها بسحب الدعوة من رايس، التي كانت الإدارة قد أعلنت عنها في فبراير/ شباط الماضي.
وقال منظمو الاعتراض إن "طلبهم جاء بسبب الدور الذي أدّته رايس في الترويج لمعلومات خاطئة حول امتلاك العراق أسلحة دمار شامل وشن حرب عليه واحتلاله عام 2003".
وشغلت رايس، عند احتلال العراق، منصب مستشارة الأمن القومي بين 2001 و2005 في ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش، وأدّت دوراً رئيسياً في ما أطلقت عليه إدارة بوش الابن بـ"الحرب على الإرهاب"، إضافة إلى احتلال العراق.
كما شغلت منصب وزيرة الخارجية الأميركية بين 2005 و2009، في الولاية الثانية لبوش.
ورفضت إدارة الجامعة ورئيسها، الاستجابة لمطالب مجموعة الطلاب التي صعّدت من احتجاجاتها، إذ احتلّ نحو 40 منهم مكتب رئيس الجامعة لمدة ست ساعات، رافعين لافتات كتب على بعضها: "لا لتكريم مجرمي الحرب".
وواصل الطلاب حملتهم، وجمعوا تواقيع على العريضة، ونظّموا احتجاجات لقيت استجابة واسعة، وفوجئ الطلاب عندما أعلنت رايس انسحابها من الاشتراك في الاحتفال، في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في "الفيسبوك"، وقالت فيه إن "أجواء التخرّج من المفترض أن تكون أجواء احتفالية للطلاب وعائلاتهم، والجدل الذي دار حول دعوتي من قبل إدارة الجامعة للمشاركة، صرف الأنظار عن الحدث الرئيسي وهو التخرّج".
وهذه ليست المرة الأولى التي يحتج فيها ناشطون أميركيون ضد تكريم رايس في جامعات ومعاهد أميركية، بسبب الدور الرئيسي الذي لعبته في الترويج لاحتلال العراق، لكن يبدو أن هذه الاحتجاجات لا تثني الكثير من المؤسسات عن دعوة رايس للانضمام إلى صفوفها.
وقد ضمّت شركة "دروب بوكس" رايس إلى مجلس الأمناء أخيراً، ما أثار حفيظة الكثير من مستخدمي البرنامج، لكن هذا لم يؤدِّ إلى انسحابها.
واضطرت رايس للمرة الأولى إلى إعلان الانسحاب من مناسبة من هذا النوع استجابة للضغوطات، وربما تحسبّاً من رد فعل بعض الحضور المشابه لما حدث أثناء الخطاب الذي ألقته عام 2006 في حفل تخرج جامعة بوسطن، بعدما قام عدد من الأساتذة وبعض الحضور بإدارة ظهورهم لها أثناء الكلمة التي ألقتها، رافعين لافتات كتب على بعضها: "لا للنفط مقابل الدماء"، في إشارة إلى احتلال العراق وأسبابه.