"اصرخ فلا تملك إلا صرخة، اصرخ فالظلم بلغ مداه، اصرخ فعسى صرختك تقض مضاجع الجلاد، اصرخ فعسى صرختك تزلزل قضبان السجان، اصرخ وقل #مسجون_مخنوق #عايز_أتنفس"، صرخة مدوية أطلقها رواد مواقع التواصل في ليلة شديدة الحرارة.
فقد طغى الحديث عن السجون على أي موضوع آخر، حيث يُزجّ شباب مصر فيها واحداً تلو الآخر. وفي نفس الليلة (السبت) التي قضت محكمة مصريّة بالسجن ما بين عامين وخمسة أعوام على 152 شابا، من معتقلي "جمعة الأرض"، أطلق ناشطون حملة "#مسجون_مخنوق"، والتي وصلت لقائمة الأكثر تداولا على تويتر، تضامناً مع المساجين، الذين يعانون التكدس وارتفاع درجات الحرارة.
وكتبت نادية منتصر، مرفقة صورتها وعلى رأسها كيس بلاستيكي، تحت عنوان "المعتقلون المصريون يموتون ببطء داخل الزنازين... أنقذوا معتقلي مصر فورا! #عايز_اتنفس #مسجون_مخنوق #خنقتونا"، إنّ "درجات الحرارة في مصر تصل لخمسة وأربعين درجة مئوية، وفي حين يعاني العديد من الحرارة المرتفعة، يلقي بناره على من هم في سجون الدولة المصرية حيث يتكدسون كأكوام من اللحم في زنازينهم الضيقة".
وأضافت في منشورها الذي لقي تجاوباً واسعاً: "يقول المعتقلون الذين تم الإفراج عنهم أن نظام سجون الدولة المصرية - كنوع من تأديب سجناء الرأي خاصةً- يكدس المعتقلين في الزنازين: فالزنزانة التي تتسع لـ٢٠ شخص يتم وضع ضعف هذا الرقم فيها حتى يصبح التنفس أمراً شبه مستحيلاً. في بعض الزنازين. لا توجد أي تهوية سوي شباك صغير في سطح الزنزانة لا يرحم المعتقلين الذين يأخذون "دورهم" في النوم أو الوقوف لأن قلة التهوية تتسبب في أزمات صدرية لأغلبهم".
ونشر الناشطون في الوسم صوراً لأشخاص يضعون على رؤوسهم أكياسا بلاستيكية، في إشارةٍ إلى أنّهم يختنقون، وصوّروا أنفسهم على غرار حملة "#كاميرا_التليفون_بتهزك"، تعبيرًا عن تعاطفهم مع المساجين في ظلّ العاصفة الحرارية التي تشهدها أمس.
Twitter Post
|
ونشر بعض المغردين صوراً للمساجين المتكدسين في زنزانة صغيرة، إلى جانب درجات الحرارة المتوقعة، وقالت تقى: "ركز وملي عينيك فالصورة وقولي احساسك فالجو الحر وانت تحت المروحة بيتك وبتلعن فالحر! #عايز_أتنفس #مسجون_مخنوق"، وأضافت: "وانت بتشتكي من الحر افتكر المعتقلات اللي شبه القبور كل شوية يطلع منها شاب ملفوف بكفنه".
مغردون آخرون حولوا الوسم إلى تضامني مع جميع السجناء، وقال "أبو الأمراس": "السنة دي عام الشباب واتوجب فيه مع الشباب، ان شاء الله السنة الجاية هتبقي عام النظام وهيتوجب معاه، حسبنا الله ونعم الوكيل. #مسجون_مخنوق"، وقالت أخرى تلقب نفسها بـ"بلادي": "عندما تدمع عيناك لرؤية مشهد مؤلم، عندما يتمزق قلبك وجعا من الظلم، على صور البائسين لا تستحي، ولك أن تصرخ: أنا إنسان #مسجون_مخنوق #عايز_اتنفس".
Twitter Post
|