كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اليوم الثلاثاء، تفاصيل جديدة بشأن علاقة إسرائيل بحملة دونالد ترامب الرئاسية. وفي هذا الإطار، قالت إن مسؤولاً في حملة ترامب، طلب اقتراحات في العام 2016 من شركة إسرائيلية لإنشاء حسابات وهمية على الشبكة الإلكترونية، واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في عمليات التضليل، وجمع معلومات استخبارية، بهدف إلحاق الهزيمة بمرشحين جمهوريين آخرين منافسين لترامب، وبالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وذلك بحسب مقابلات ونسخ عن هذه الاقتراحات اطلعت عليها الصحيفة الأميركية.
وبدأ اهتمام حملة ترامب بهذا الأمر، بالتزامن مع تكثيف الروس جهودَهم من أجل دعم الملياردير النيويوركي. وعلى الرغم من أن المساهمة الإسرائيلية بالدعم كانت أقل من التدخل الروسي، وبدت غير متصلة بها، لكن الوثائق تظهر أن مساعداً كبيراً لترامب رأى أن إمكانية تضليل الرأي العام لقلب مزاج الناخبين، مسألة تصب في مصلحة المرشح المثير للجدل.
وبحسب الصحيفة، فإن الشركة الإسرائيلية، التي يملكها جويل زامل، والمعروف بأنه التقى دونالد ترامب الابن في أغسطس/آب 2016 في برج ترامب في نيويورك، قدمت اقتراحات عدة، لمساعدي المرشح الجمهوري، لكن هؤلاء كانوا يطورون استراتيجيتهم الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي، ولا دليل على ما إذا كانوا أخذوا في النهاية بتوصيات شركة "بساي Psy".
ومن ضمن اقتراحات شركة "بساي"، التي يديرها مسؤولون سابقون في الاستخبارات الإسرائيلية، خطة تمتد على شهر لمساعدة دونالد ترامب، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لتعميق الانقسامات بين منافسيه. الاقتراح وهو جزء من مشروع أُطلق عليه اسم "مشروع روما"، استخدم أسماء مشفرة للمرشحين، فترامب هو "الأسد" مثلاً، أما كلينتون فلُقّبت بـ"الغابة"، والمرشح الجمهوري تيد كروز "الدب".
وبحسب مطلعين على هذه القضية، فإن المحقق في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، روبرت مولر، استجوب موظفين في الشركة الإسرائيلية، وحصل على نسخ من اقتراحاتها لحملة ترامب.
وكان ريك غايتس، المسؤول بحملة ترامب، قد سمع للمرة الأولى بالشركة الإسرائيلية في العام 2016، وتحديداً في شهر مارس/آذار، خلال لقاء له في واشنطن مع جورج بيرنبوم، وهو مستشار جمهوري على علاقة وثيقة بمسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين. وكان غايتس قد انضم إلى حملة ترامب حديثاً في ذلك الوقت مع بول مانافورت، لمنع حصول انقلاب من المندوبين الجمهوريين على ترامب لصالح تيد كروز، الذي كان المفضل لدى "الإستبلشمينت" في الحزب الجمهوري.
وذكرت الصحيفة أن المحققين الفدراليين قدموا طلباً قضائياً خلال العام الحالي، للشرطة الإسرائيلية، لمصادرة أجهزة حاسوب خاصة بالشركة، والتي تملك مقراً في إحدى المستوطنات قرب تل أبيب.