"الأفكار لها أجنحة ماحدش يقدر يمنعها من الوصول للناس"، كلمات شهيرة جاءت على لسان الممثل الراحل نور الشريف، وهو يقوم بدور ابن رشد، في مشهد حرق الكتب الشهير من فيلم "المصير"، لكن النظام الحاكم في مصر، وكأي حكم عسكري، لا يؤمن بهذه الكلمة، بل يؤمن بإمكاناته في حرق أجنحة الأفكار، وحجبها عن الناس.
إن نظاماً بدأ الإعلان عن نفسه في مشهد انقلاب 3 يوليو الشهير بغلق قنوات، ليس غريبا عليه حجب كل صوت ليس على هواه. فبعد أيام من حجب موقع "العربي الجديد" في السعودية، ثم الإمارات فوجئ المصريون بأمر، اعتقدوا أن مكانه الوحيد متحف الماضي، وهو
حجب الموقع في مصر.
الناشطون على مواقع التواصل استقبلوا الأمر باستغراب ودهشة، لأمر اعتقدوا أن مصر عقب ثورة يناير ودّعته للأبد. فدشن ناشطون على منصات التواصل وسم
#حجب_العربي_الجديد، ليدونوا فيه سطوراً من التظاهر الإلكتروني، ضد قمع نظام عسكري.
الحساب المنسوب للكاتب محمد حسنين هيكل كان من المبادرين بالتدوين على الوسوم، وقال: "يجب أن نحترم التعددية الصحافية في المجال العام، بهذه الطريقة يمكن مواكبة الخطاب السياسي للربيع العربي".
وعن تاريخ طويل من المنع والحجب، تذكرت الإعلامية القطرية إلهام البدر: "في ثمانينيات القرن الماضي كنا نهرب رواية نجيب محفوظ (أولاد حارتنا) بين علب الحلوى وأكياس المتاي من البحرين إلى الدوحة". وسخر "مستر مواطن" من عقلية عفى عليها الزمن وقال: "في 2016 ولا زلنا نمارس سياسة عفا عليها الزمن سياسة الحجب فاشلة في ظل برامج تجاوز الحجب، الفاسدون هم من يخافون حرية الصحافه".
وربط كثيرون بين محاولات النظام حل الأزمات المتلاحقة، مثل سد النهضة وارتفاع الأسعار وغيرها، وبين قمع الحريات، فقالوا: "الدولار طالع علطول ومش هنلاقي ناكل، وسد النهضة اتبنى ومش هنلاقي نشرب، يبقى الحل ارمي مايك الجزيرة واحجب العربي الجديد".
كثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي قدموا أسماء وعناوين برامج ومواقع لفك حجب المواقع المحجوبة، وتداول بعضهم خبراته حولها، والبرامج الأفضل وطريقة عملها. وكتب المغرد "بيج برازر": "بمناسبة حجب موقع العربي الجديد، ست طرق لفتح المواقع المحجوبة بلا برامج"، معددا تلك الطرق.
وكتب الصحافي محمد طلبة رضوان على فيسبوك: "حجب #العربي_الجديد في مصر شهادة تميز تستحقها الجريدة وموقعها الكبير... تهنئة لزملائنا وأساتذتنا بجريدة العربي الجديد ... ولا عزاء لمن يعيشون خلف أسوار أوهامهم بإمكانية الحجب والتعتيم".
وعلى تويتر كتبت الشاعرة والصحافية الكويتية سعدية مفرح: "عندما تتفق ثلاث دول على حجب موقع صحيفة في وقت واحد وبلا أسباب معلنة فهذا يعني أنها صحيفة مؤثرة"، مع نشرها لوسم #مع_العربي_الجديد_ضد_الحجب.
وكتب الحقوقي وعضو منظمة هيومن رايتس ووتش السابق، فادي القاضي: ثلاث سلطات تتشارك الآن في حجب موقع العربي الجديد. لا ينبغي أن يحل الرقيب مكان ضمير القارئ وحريته بالاختيار.
اقرأ أيضاً: مصر: عباس كامل يوقف طباعة "اليوم السابع"