بدأت، أمس السبت، في سورية حملة لقاحات ضد شلل الأطفال في مناطق سيطرة المعارضة، برعاية من الحكومة السورية المؤقتة، وبالتعاون مع اليونيسيف والهلال الأحمر التركي، الذي أشرف على فحص اللقاحات قبل استخدامها.
وينفذ الحملة "فريق عمل لقاح سورية"، تحت مسمى" يداً بيد"، ويشمل محافظات حلب وإدلب واللاذقية والرقة والحسكة ودير الزور وحماه.
ورصدت الأناضول جانباً من فعاليات الحملة في مدينة سلقين بريف إدلب، ورافقت إحدى الفرق التي تقوم بزيارة بيوت المدينة وتلقيح الأطفال فيها.
وأفاد الطبيب وجدي زيدو، المسؤول عن الحملة في سلقين، أن هذه الحملة هي الثامنة للقاحات في مناطق سيطرة المعارضة، وأكد أنه تم اتباع إجراءات مشددة للغاية في نقل اللقاحات وحفظها في البرادات بعد الأحداث المؤسفة والأخطاء التي حدثت في الحملة الماضية.
موضحا أنهم واجهوا صعوبات خلال الحملة من ناحية تقبل الناس لها، إلا أنها كانت ناجحة بشكل عام، مشيرا إلى أن الحملة ستستمر لمدة ستة أيام.
من جانبه؛ قال بسام جمعة، وهو رئيس فريق في الحملة، أن كل فريق يتألف من رئيس وستة أعضاء، يقومون بزيارة منازل المدينة ويضعون إشارات عليها، وعلى أصابع الأطفال الذين يتم تلقيحهم، حتى لا يحدث خطأ ويتكرر اللقاح على نفس الطفل من قبل فريق آخر.
تجدر الإشارة إلى أن حملة اللقاح السابقة، والتي كانت ضد مرض الحصبة، أدت في حينها إلى موت العديد من الأطفال بسبب إهمال طبي، ما دفع إلى اتخاذ إجراءات وتدابير مشددة في هذه الحملة.
وعاد مرض شلل الأطفال إلى سورية بعد غياب نحو 14 عاما، حيث سجلت حالات للمرض مطلع العام الماضي 2014 في مناطق سورية.
وانطلقت عدة حملات تلقيح خلال العام الماضي، في مناطق مختلفة في سورية التابعة لكل من السلطة والمعارضة.
وينتقل الفيروس المسبب لمرض شلل الأطفال عن طريق الطعام أو الماء الملوث، وبالتالي، فإن الظروف غير الصحية التي يعيشها مئات آلاف الأطفال السوريين، سواء داخل البلاد، في المناطق المحاصرة من جانب قوات الحكومة السورية أو تلك التي لم تعد تعمل فيها المؤسسات الصحية الرسمية، أو في مخيمات اللاجئين المزدحمة في بلدان الجوار، تشكّل بيئة ملائمة لانتشار المرض بصورة وبائية.
ويهاجم الفيروس المتسبب في مرض شلل الأطفال الجهاز العصبي، ويمكن أن يسبب شللاً لا يمكن علاجه، وهو ما يدعو للحذر من أن وجود طفل واحد مصاب بالعدوى، يجعل الأطفال في كل المنطقة في حالة تهديد بالإصابة.