دشّنت مجموعة من العراقيين حملة شعبية لجمع البطانيات والأغطية والملابس للمتظاهرين الذين يصرّون على المبيت في ساحات وميادين بغداد وجنوبي ووسط البلاد، رغم انخفاض درجات الحرارة وقساوة البرد، في إشارة منهم إلى أنّ الصمود سلاحهم إلى حين تحقيق مطالبهم.
وانطلقت الحملة بعد أن نقل ناشطون مشاهداتهم من داخل خيام الاعتصام وساحاته، وتحدثوا عن مشاركة كل ثلاثة معتصمين لبطانية واحدة، وإشعال النار للتدفئة في ظل اشتداد البرد ليلاً. ولقيت الحملة تجاوباً واسعاً من قبل العراقيين الذين هبّوا بسخاء لتقديم المساعدة.
وفي السياق، قال الناشط أحمد عدنان علاوي من ساحة التحرير في بغداد لـ"العربي الجديد"، إنّ الأغطية والمفروشات والمدافئ، بل حتى الشاي والقهوة، التي وصلت كتبرعات من الأهالي صارت تكفيهم لشتاء آخر.
وأضاف علاوي: "العديد من الأسر لم تبخل على المتظاهرين، فقد قدمت أغطية وبطانيات جديدة مع دعوة خير "الله يقويكم"، وآخرون جلبوا بطانيات مستعملة، بعد أن قاموا بتنظيفها وقدموها للمعتصمين في نوع من الدعم والمساندة".
وتابع: "هذه هي الروح التي كنا بحاجة إليها منذ سنوات طويلة، إنها روح المواطنة، ولو كانت لدينا حكومة وأحزاب وطنية، لما اعترضت على استمرار التظاهرات عاماً آخر حتى تغسل أوساخ الطائفية والعنصرية والكراهية التي زُرعت في العراق بعد الاحتلال الأميركي".
رجال أعمال وميسورون وأصحاب محلات بيع أغطية ومفروشات - بدورهم - قدّموا كميات كبيرة من تلك الاحتياجات، وخُصِّصَت منطقة لجمع الأغطية، وأُدخِلَت إلى ساحة التحرير.
وقال علي طالب، وهو ناشط من كربلاء لـ "العربي الجديد": "لم يبخل الأهالي علينا بكل ما لديهم، منذ بداية المظاهرات، إذ يجلبون لنا الطعام ليلاً، والمشروبات والأغطية، ويباركون صمودنا، وهذا يكفينا".
وعلّق الإعلامي مصطفى سلمان على الحملة قائلاً: "كتب الشباب في ساحة التحرير على فيسبوك: بردانين ونستحي، وسرعان ما تطوع الناس لتقديم المساعدات والأغطية والبطانيات، وشوفة عينكم".
Facebook Post |
ولم يكتفِ آخرون بالتبرع بالأغطية والمفروشات والملابس الشتوية، بل تبرعوا بعشرات المدافئ النفطية والكهربائية للمتظاهرين المرابطين في المطعم التركي وساحة التحرير وجسري السنك والجمهورية.
Facebook Post |
وقال المتظاهر سمير فاضل: "يوم أمس كان عرساً وطنياً جديداً، عندما شاهدنا سيارات الحمل والمواطنين نساءً ورجالاً يجلبون الملابس والأغطية الشتوية، فاستقبلناهم بالأهازيج والأغاني الوطنية، ثم وزّعنا هذه التبرعات بالتساوي على المتظاهرين".
وتابع فاضل لـ"العربي الجديد": "تتهمنا الحكومة بأننا مدعومون من الخارج، ولكن هذه التبرعات من العراقيين أكبر رد وتكذيب لاتهاماتها. فلو كنا مدعومين من الخارج، لما احتجنا إلى هذه التبرعات، ولما أطلقنا نداءات استغاثة بأهلنا العراقيين".
Facebook Post |
وتأتي هذه الحملة ضمن سلسلة تبرعات مستمرة منذ انطلاق التظاهرات في البلاد منذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وحتى اليوم، إذ انطلقت قبل نحو شهر حملة كبرى لجمع الطعام للمتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد، أدّت إلى تأسيس مطابخ وتنانير للخبز تعتمد على تبرعات المواطنين وتخصيص صندوق للتبرعات في ساحة التحرير.
الإعلامي راضي الربيعي قال إن "هذه التبرعات أكبر ردّ على اتهامات الحكومة للمتظاهرين بالدعم الخارجي، فأي دعم هذا، وهم لا يملكون حتى ثمن شراء بطانية أو ملبس شتوي يقيهم البرد؟ لذلك، انطلق العراقيون بتبرعات للأبطال المرابطين على مشارف المنطقة الخضراء في بغداد".
Facebook Post |