يعتمد آلاف المواطنين المغاربة على عائدات تهريب السلع، سواء في شرق البلاد عند الحدود البرية المغلقة مع الجزائر، أو في شمالها عند حدود مدينتي سبتة ومليلية، الواقعتين تحت السيادة الإسبانية، بسبب تفشي البطالة في المجتمع. ويشكل تهريب السلع، عبر مدينتي سبتة ومليلية، المهنة الرئيسية لأكثر من 34 ألف عاطل عن العمل في البلاد. كذلك، تساهم عائداته في إعالة نحو 45 ألف أسرة تقطن بغالبيتها في شمال البلاد.
لمُهربي السلع على طول الحدود الشرقية مع الجزائر، طرقٌ مبتكرة يحاولون من خلالها الابتعاد عن عيون حرس الحدود، وعدم الوقوع في قبضة رجال الأمن، وذلك من خلال استخدام الحمير والبغال، التي تقوم بعمليات التهريب بمفردها.
حمالات
تشهد مهنة تهريب السلع على أبواب مدينتي سبتة ومليلية، الواقعتين تحت السيادة الإدارية والأمنية لإسبانيا، إقبالاً كبيراً. يسميها المغاربة "كونطر بوند"، وقد زاد عدد الشباب من 30 ألفاً عام 2013 إلى أكثر من 34 ألفاً عام 2014. أيضاً، تعمل مغربيات في تهريب السلع، وتجتاز كثيرات منهن يومياً الحواجز على الحدود بين مدينتي سبتة ومليلية وغيرها. تبدأ رحلة العذاب في ساعات الفجر الأولى، حين يقفن في طوابير طويلة لدخول المدينتين.
تزاحم حمالات البضائع المهربة غيرهن من المواطنين خلال وقوفهن في الطوابير، بهدف تجاوز المعبر المخصص لدخول سبتة أو مليلية، والتبضع باكراً داخل المدينتين، وخصوصاً من المتاجر الكبرى القريبة من معبر "طاراخال"، قبل أن يرجعن محملات بعشرات الكيلوغرامات من السلع، كالملابس والمواد الغذائية.
في المقابل، تعترض الحمالات المغربيات مشاكل عدة، منها مزاحمة الرجال الذين يعملون بدورهم في تهريب البضائع إلى داخل البلاد. وكثيراً ما تقع حوادث مؤلمة، كان آخرها وقوع سيدة وتعرض عمودها الفقري للكسر. عادة ما يواكب الإعلام الإسباني أوضاع الحمالات اللواتي يدخلن سبتة ومليلية، من خلال ريبورتاجات تلفزيونية وتقارير صحافية، تبرز أنهن قويات البنية. لكن حين يتقدمن في العمر، ينتهين إلى أجساد تعاني من مشاكل صحية بسبب الأوزان التي يحملنها على ظهورهن.
خديجة شرامطي، هي حمالة تعمل في تهريب السلع من سبتة. تقول لـ "العربي الجديد" إنها "مهنة شاقة بخاصة بالنسبة للنساء بحكم ضعف بنيتهن الجسدية بالمقارنة مع الذكور"، مشيرة إلى أن "رحلة العودة بعد التبضع تشبه الجحيم بسبب الممرات الشائكة الضيقة التي يتعين على الحمالة اجتيازها". توضح أنها "لم تلجأ إلى هذا العمل برغبة منها، لكن من أجل إعالة أبنائها الصغار اليتامى، بعد وفاة زوجها بسبب داء السرطان"، مشيرة إلى أن "غالبية العاملات في هذا المجال مطلقات أو أرامل أو فقراء".
مقاتلات
في شرق المملكة، تنشط أيضاً حمالات تهريب السلع، على طول الحدود البرية المغلقة منذ سنوات طويلة بين المغرب والجزائر. يكثر تهريب الأدوية والسجائر والبنزين من الجزائر، فيما يصدّر المغاربة الفاكهة والمواد الغذائية. ولأن المراقبة الأمنية تشتد، ولأن الحاجة أم الاختراع، فقد اهتدى المهربون إلى طرق "ذكية" يحتالون بها على دوريات المراقبة على الحدود الشاسعة التي تبلغ عشرات الكيلومترات، والمكونة من تضاريس وعرة يصعب معها التحكم في مراقبة كل محاولات التهريب.
من الوسائل المبتكرة استخدام الحمير لتحميل البضائع المهربة. يتم وضع أجهزة سماع على أذني الحمار بإحكام، تتضمن شريطاً فيه أوامر معروفة تُعطى عادة للحمار، إما بالتحرك الدائم أو التوقف. لجأ المهربون إلى هذه الطريقة بهدف الإفلات من الرقابة الأمنية على الحدود البرية. عادة ما يتم الاتفاق بين المهربين المغاربة والجزائريين على نقطة التقاء يذهب إليها الحمار مُوجَّهاً بجهازه، قبل أن يعتاد مع مرور الوقت على الطريق.
ولأن الدواب والحمير تقوم بهذا الدور المحوري في تهريب السلع بين البلدين، فقد باتت تحظى بأهمية كبيرة لدى المهربين، وارتفعت أسعارها بشكل لافت في الأسواق المحلية في مدينة وجدة والضواحي في شرق المغرب، وفي مدينة تلمسان ونواحيها في أقصى غرب الجزائر.
طريقة أخرى يلجأ إليها المهربون، علماً أنها أكثر خطورة، هي "المقاتلات" أو سيارات من دون لوحات ومقاعد خلفية لوضع البضائع. ينطلق أصحابها في الليل بسرعة قياسية باتجاه الأماكن المتفق عليها لتهريب السلع. ويتسم سائقو هذه العربات "المقاتلة" بكونهم يحفظون تضاريس المنطقة بالقرب من الحدود البرية عن ظهر قلب.
لمُهربي السلع على طول الحدود الشرقية مع الجزائر، طرقٌ مبتكرة يحاولون من خلالها الابتعاد عن عيون حرس الحدود، وعدم الوقوع في قبضة رجال الأمن، وذلك من خلال استخدام الحمير والبغال، التي تقوم بعمليات التهريب بمفردها.
حمالات
تشهد مهنة تهريب السلع على أبواب مدينتي سبتة ومليلية، الواقعتين تحت السيادة الإدارية والأمنية لإسبانيا، إقبالاً كبيراً. يسميها المغاربة "كونطر بوند"، وقد زاد عدد الشباب من 30 ألفاً عام 2013 إلى أكثر من 34 ألفاً عام 2014. أيضاً، تعمل مغربيات في تهريب السلع، وتجتاز كثيرات منهن يومياً الحواجز على الحدود بين مدينتي سبتة ومليلية وغيرها. تبدأ رحلة العذاب في ساعات الفجر الأولى، حين يقفن في طوابير طويلة لدخول المدينتين.
تزاحم حمالات البضائع المهربة غيرهن من المواطنين خلال وقوفهن في الطوابير، بهدف تجاوز المعبر المخصص لدخول سبتة أو مليلية، والتبضع باكراً داخل المدينتين، وخصوصاً من المتاجر الكبرى القريبة من معبر "طاراخال"، قبل أن يرجعن محملات بعشرات الكيلوغرامات من السلع، كالملابس والمواد الغذائية.
في المقابل، تعترض الحمالات المغربيات مشاكل عدة، منها مزاحمة الرجال الذين يعملون بدورهم في تهريب البضائع إلى داخل البلاد. وكثيراً ما تقع حوادث مؤلمة، كان آخرها وقوع سيدة وتعرض عمودها الفقري للكسر. عادة ما يواكب الإعلام الإسباني أوضاع الحمالات اللواتي يدخلن سبتة ومليلية، من خلال ريبورتاجات تلفزيونية وتقارير صحافية، تبرز أنهن قويات البنية. لكن حين يتقدمن في العمر، ينتهين إلى أجساد تعاني من مشاكل صحية بسبب الأوزان التي يحملنها على ظهورهن.
خديجة شرامطي، هي حمالة تعمل في تهريب السلع من سبتة. تقول لـ "العربي الجديد" إنها "مهنة شاقة بخاصة بالنسبة للنساء بحكم ضعف بنيتهن الجسدية بالمقارنة مع الذكور"، مشيرة إلى أن "رحلة العودة بعد التبضع تشبه الجحيم بسبب الممرات الشائكة الضيقة التي يتعين على الحمالة اجتيازها". توضح أنها "لم تلجأ إلى هذا العمل برغبة منها، لكن من أجل إعالة أبنائها الصغار اليتامى، بعد وفاة زوجها بسبب داء السرطان"، مشيرة إلى أن "غالبية العاملات في هذا المجال مطلقات أو أرامل أو فقراء".
مقاتلات
في شرق المملكة، تنشط أيضاً حمالات تهريب السلع، على طول الحدود البرية المغلقة منذ سنوات طويلة بين المغرب والجزائر. يكثر تهريب الأدوية والسجائر والبنزين من الجزائر، فيما يصدّر المغاربة الفاكهة والمواد الغذائية. ولأن المراقبة الأمنية تشتد، ولأن الحاجة أم الاختراع، فقد اهتدى المهربون إلى طرق "ذكية" يحتالون بها على دوريات المراقبة على الحدود الشاسعة التي تبلغ عشرات الكيلومترات، والمكونة من تضاريس وعرة يصعب معها التحكم في مراقبة كل محاولات التهريب.
من الوسائل المبتكرة استخدام الحمير لتحميل البضائع المهربة. يتم وضع أجهزة سماع على أذني الحمار بإحكام، تتضمن شريطاً فيه أوامر معروفة تُعطى عادة للحمار، إما بالتحرك الدائم أو التوقف. لجأ المهربون إلى هذه الطريقة بهدف الإفلات من الرقابة الأمنية على الحدود البرية. عادة ما يتم الاتفاق بين المهربين المغاربة والجزائريين على نقطة التقاء يذهب إليها الحمار مُوجَّهاً بجهازه، قبل أن يعتاد مع مرور الوقت على الطريق.
ولأن الدواب والحمير تقوم بهذا الدور المحوري في تهريب السلع بين البلدين، فقد باتت تحظى بأهمية كبيرة لدى المهربين، وارتفعت أسعارها بشكل لافت في الأسواق المحلية في مدينة وجدة والضواحي في شرق المغرب، وفي مدينة تلمسان ونواحيها في أقصى غرب الجزائر.
طريقة أخرى يلجأ إليها المهربون، علماً أنها أكثر خطورة، هي "المقاتلات" أو سيارات من دون لوحات ومقاعد خلفية لوضع البضائع. ينطلق أصحابها في الليل بسرعة قياسية باتجاه الأماكن المتفق عليها لتهريب السلع. ويتسم سائقو هذه العربات "المقاتلة" بكونهم يحفظون تضاريس المنطقة بالقرب من الحدود البرية عن ظهر قلب.