حنين، شابة فلسطينيّة كانت تعيش في مخيّم خان الشيح للاجئين الفلسطينيّين في ريف دمشق، قبل أن تنزح إلى لبنان.
تروي أنه "بعد الأحداث التي طالت منطقتنا بالتحديد، لم نستطع البقاء في سورية. فنزحنا إلى مخيّم عين الحلوة في صيدا (جنوب لبنان)، تباعاً. أهلي أتوا قبل سنتَين ونصف السنة، وأنا لحقت بهم بعد ستة أشهر تقريباً". تضيف: "وعند وصول أهلي إلى المخيّم، لم يجدوا منزلاً ليستأجروه، نتيجة الحالة الماديّة التي كانت صعبة وما زالت. فأقمنا في خيمة لمدّة سنة ونصف السنة، لننتقل من ثم أنا ووالدتي وأحد إخوتي إلى غرفة في أحد المجمعات".
أما إخوتها الآخرون، فسلك كل واحد منهم طريقه. وتقول: "أحدهم غادر إلى السويد بحثاً عن الأمن ولقمة العيش الكريمة. وتقدّم هناك بطلب لجوء. أما الثاني فهاجر إلى تركيا، في حين بقي أخ في سورية مع والدي العاجز الذي لا يقوَ على الحركة، نتيجة تعرّضه لحادث".
إلى ذلك، تعاني والدة حنين من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وهي في حاجة أيضاً إلى عمليّة جراحيّة نسائيّة. لكن الوضع المادي سيئ لا يسمح لها بذلك، كذلك البيئة المحيطة. وتشرح: "نحن نسكن في مجمّع تتشارك حماماته ومطابخه العائلات جميعها. بالتالي لا نستطيع أن نوفّر لها العناية الخاصة التي تحتاجها".
وتشير الشابة إلى أنهم يتلقون مساعدات من الجمعيات ومن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (أونروا)، "لكن ذلك لا يكفينا بسبب ارتفاع الأسعار في لبنان. كذلك أنا أعمل في مركز لتقوية التلاميذ النازحين دراسياً، في مقابل 250 ألف ليرة لبنانيّة (167 دولاراً أميركياً) شهرياً. ومعاشي هذا لا قيمة له وسط ارتفاع الأسعار. وفي أكثر الأحيان، عندما نتقاضى راتب الأونروا الذي يبلغ 350 ألف ليرة (233 دولاراً)، تكون الديون قد تراكمت علينا. بالتالي نسدّد بواسطته الدَين فقط".
وحنين، الحائزة على شهادة البكالوريا السوريّة، تساعد التلاميذ السوريّين والفلسطينيّين النازحين من سورية، في الرياضيات إنما باللغة العربيّة فقط. تقول: "حتى المواد الأخرى أستطيع تدريسها، لكن شرط أن تكون بحسب المنهج السوري. فالمنهج اللبناني مختلف جداً عن السوري ويصعب عليّ. وعندي مشكلة باللغة الإنكليزيّة". تضيف: "أركّز أكثر على التلاميذ السوريّين في مدارس الأونروا لأنهم في حاجة إلى عناية واهتمام بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها من عدم استقرار وخوف وفقر في معظم الأحيان، وبسبب اختلاف المنهج أيضاً".