يكاد حي الوعر يخلو من الحياة بعد تهجير نصف الراغبين بعدم مصالحة النظام السوري من المدنيين ومقاتلي المعارضة السورية، حيث توقفت المحال التجارية عن البيع رغم سماح النظام السوري بإدخال التجار للمواد الغذائية من أجل بيعها في الحي، بينما خرج معظم الشباب خوفاً من الاعتقال.
ويقول "أبو هاشم" من سكّان الحي لـ"العربي الجديد": لقد أغلق التجار معظم محالهم التي فتحوها مع بداية تنفيذ الاتفاق، لقد خرج نصف أهالي الحي وبقي نصفهم وانخفضت نسبة الشراء كثيراً، وغادر قرابة خمسة آلاف شخص أيضاً من الحي باتجاه مدينة حمص ولم يبق الكثير هنا".
وكان النظام قد سمح للتجار بإدخال المواد الغذائية إلى الحي من أجل بيعها، بينما لم يسمح بدخول قوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، أكّد الناشط جلال التلاوي: "أنّ الخارجين من الحي بلغوا النصف في حين كان سكان الحي عند بداية تنفيذ الاتفاق قرابة 35 ألف نسمة، خرج منهم قرابة عشرة آلاف إلى الشمال السوري، وحوالى خمسة آلاف إلى مدينة حمص بعد فتح الحواجز، ومن المتوقع أن يخرج عشرة آلاف إلى جرابلس وإدلب، خلال الأسابيع القادمة، ما يعني أن المتبقين في الحي أقل من خمسة آلاف".
وسوف يبقى في حي الوعر الذي هجّر النظام السوري سكانه برعاية روسيّة من هم بأعمار فوق الأربعين فقط من النساء والرجال، حيث فضل معظم الشباب الخروج وعدم البقاء في الحي ومصالحة النظام خوفاً من الاعتقال بحجة الخدمة الإلزامية والتجنيد الإجباري ضمن قوات النظام.
ويقول التلاوي: "نعيش في الحي جواً كئيباً يرافقه ملل وجمود، لقد خرج معظم من نحبهم من الأصدقاء، وبقيت مع مجموعة من الإعلاميين لتغطية التهجير، بينما باقي الأصدقاء خرجوا مع المهجرين، من تبقوا يشتكون من الوحدة".
ويضيف "المتبقين في حي الوعر باتوا يرغبون بالخروج السريع من أجل لقاء أصدقائهم وأقربائهم ممن خرجوا إلى المهجر الذي أرسلهم النظام إليه دون رغبتهم، بعد القصف والتجويع".
ووصلت قبل ساعات الدّفعة الخامسة من المهجّرين إلى ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث بدأ المهجّرون بنصب الخيام التي سوف تؤويهم من أجل الإقامة بها.
ورصد "العربي الجديد" خروج الدفعات الخمس من حي الوعر بينما ينتظر من تبقى في الحي إتمام عملية التهجير، خلال الأسابيع القادمة، وبلغ عدد المهجّرين حتى الدفعة الخامسة قرابة 9 آلاف وخمسمائة من أهالي الحي ومقاتلي المعارضة السورية.
وجاء التهجير برعاية روسيّة وصمت من الأمم المتحدة بعد اتفاق فرضه النظام السوري على المعارضة في الحي.