كشفت صحيفة "ديلي بيست" الأميركية اليوم الأربعاء، أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي كان يعمل على إطلاق مجموعة مناصرة للديمقراطية وداعمة للمنفيين السياسيين قبل اختفائه.
وبحسب الصحيفة فإن خاشقجي، عمل على إطلاق منظمة غير حكومية هدفها المعلن هو تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي، تحت اسم "ديمقراطية للعالم العربي الآن" وسميت اختصار بـ "DAWN"، وتم تسجيلها في ولاية ديلاوير في الولايات المتحدة الأميركية، كمنظمة معفاة من الضرائب في يناير/كانون الثاني من هذا العام، وفقاً للوثائق التي استعرضتها "ديلي بيست".
وتهدف المجموعة إلى تقديم "رواية مضادة في العالم العربي والغرب للمتشككين في الربيع العربي". كما خطط أعضاؤها لتوعية القادة وصانعي السياسات والصحافيين ومراكز الأبحاث بأهمية الديمقراطية في الشرق الأوسط.
وكانت المجموعة تنوي الضغط على صانعي السياسة الخارجية الأميركية من أجل التغيير الديمقراطي. وجاء في رؤية المجموعة بحسب الصحيفة الأميركية، أنه "على الرغم من أن انتخابات حرة ونزيهة قد تؤدي إلى صعود بعض الحكومات التي لا تفضلها الولايات المتحدة، فإنه يجب على أميركا احترام العملية الديمقراطية بكل الأحوال".
وتشير الوثائق إلى أن خاشقجي كان من المقرر أن يتولى قيادة المجموعة، وأنه هدف إلى جمع "كلمة المنفيين السياسيين على أثر الربيع العربي الذين يتوزعون في عواصم ومدن العالم المختلفة، لتعزيز معنوياتهم والاستفادة من خبراتهم السياسية".
كما خططت المجموعة لمراقبة التزام الحكومات بالقيم الديمقراطية، وإصدار تقرير سنوي عن ذلك.
وقال مسؤول تحرير في صحيفة واشنطن بوست، لـ" ديلي بيست"، وهو فريد هيات، إن "خاشقجي كان يتطلع للانتقال رسمياً إلى عالم دعم الديمقراطية والحريات".
وأضاف: "لقد عرفنا اهتمام جمال ببناء المؤسسات لتعزيز مناقشة القضايا التي يحمل شغفاً اتجاهها، ولا سيما الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط".
ونقلت الصحيفة عن صديق للخاشقجي وهو خالد صفوري، أن الصحافي السعودي قام برحلات إلى أوروبا لجمع الأموال لصالح DAWN. مؤكداً أن خاشقجي لم يعبر عن نوايا لإسقاط الحكومات، بل كان يسعى لتعزيز حقوق المواطنين الذين يعيشون في المنطقة العربية.
وقال صفوري "لقد ذكر لي، أنا لست في المعارضة، لا أريد أن أسقط حكومة آل سعود، لا أريد استبدالهم بنظام آخر، أنا فقط أريد حرية التعبير للناس، نحن في القرن الواحد والعشرين يجب علينا مواكبة بقية العالم". مضيفاً أن "خاشقجي أخبرني أنه يخشى من مخاطر إثر عمله".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، كشفت الثلاثاء، أنّ المسؤولين الأمنيين الأتراك استنتجوا أنّ الصحافي والكاتب السعودي جمال خاشقجي، قد اغتيل في القنصلية السعودية بإسطنبول، بناء على أوامر من أعلى المستويات في الديوان الملكي السعودي.
وكشف المسؤول أنّ عملية الاغتيال كانت معقّدة لكن سريعة، قُتل فيها خاشقجي في غضون ساعتين من وصوله إلى القنصلية، على يد فريق من العملاء السعوديين، قاموا بتقطيع أوصال جسده بمنشار عظم جلبوه لهذا الغرض.