قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي إن لدى أعداء إيران رغبة في النفوذ إلى داخل بلاده، معتبراً أن النفوذ السياسي والثقافي أخطر بكثير من النفوذ الاستخباراتي أو حتى الاقتصادي، داعياً الحرس الثوري الإيراني بالذات إلى الحذر من التهديدات المحدقة بالبلاد سواء التهديدات الداخلية أم الخارجية.
وخلال اجتماع مع قادة وعسكريين في مؤسسة الحرس عقد اليوم الأربعاء، أضاف خامنئي أن ما يقصده بالأعداء هم ممثلو قوى الاستكبار والغطرسة العالمية المتمثلة أساساً بالولايات المتحدة الأميركية، بحسب تعبيره، قائلاً إنه يجب تجهيز قوات الحرس ودعمها، وعليها أن تكون جاهزة لمواجهة أي تهديدات محتملة.
ونقلت المواقع الرسمية الإيرانية عن خامنئي قوله أيضاً إن سياسات أعداء المنطقة تتناقض وشعاراتها، مشيراً إلى أن هؤلاء حضروا إلى المنطقة ورفعوا شعارات الوقوف ضد الإرهاب وإرساء الأمن والسلام، وبناء حكومات ديمقراطية، لكن الولايات المتحدة التي ترفع شعار بناء الديمقراطية تدعم أكثر نظم المنطقة ديكتاتورية، بحسب رأيه.
كذلك ذكر أن أعداء المنطقة يرون أن إيران قوة مؤثرة وفاعلة على الساحة الإقليمية، ولكنهم يعتبرون في الوقت ذاته أن خطابها الإسلامي يجب أن يهمش، معتبراً أن هدف هؤلاء هو عزل إيران ومصادرة خطابها.
من جهته أكد قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري خلال حضوره هذه الجلسة، أن قوات الحرس لن تسمح بنفوذ أعداء إيران إلى داخل البلاد، مؤكداً أن الحرس على دراية بكل المخططات.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن جعفري قوله إن الحرس يعمل بشكل دائم للحفاظ على الجهوزية، ولتطوير الصواريخ اللازمة، قائلاً إن إيران تمتلك قدرات عسكرية دفاعية نوعية لم تكن تمتلكها في السابق.
في السياق ذاته، قال نائب قائد الحرس حسين سلامي إن القوات الإيرانية تراقب عن كثب كل التحركات العسكرية في المياه الخليجية، وفي مياه بحر عُمان وفي بعض أجزاء المحيط الهندي، كذلك ترصد كل التحركات في المناطق التي قد يتقدم منها أي تهديد للأمن القومي الإيراني، بحسب قوله.
وفي لقاء مع التلفزيون المحلي الإيراني بث ليل أمس الثلاثاء، أضاف سلامي أن جميع القطع العسكرية الأميركية في مرمى الصواريخ الإيرانية، مشيراً إلى أن لدى إيران صواريخ متقدمة لا يمكن صدها، كما ذكر أن البلاد ترصد التحركات حولها بالرادارات وبطائرات من دون طيار.
من جهته، قال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، إن الولايات المتحدة الأميركية تتبع سياسات عديدة ومختلفة في الوقت الحالي في المنطقة، معتبراً أن السبب لهذا هو محاولة التعويض عن خساراتها.
وخلال اجتماع لقادة وعسكريين في الحرس الثوري، أضاف سليماني في كلمته التي نقلها موقع الحرس أنه من الضروري التعرف على السياسات الأميركية الراهنة التي تختلف عن سياساتها السابقة، معتبراً أن حضور عدد كبير من الأطراف الأوروبية داخل إيران يأتي بالتنسيق مع الولايات المتحدة، والتي تحاول إيجاد قطبين داخل المجتمع الإيراني وتغيير الرأي العام الإيراني إزاء الغرب، واصفاً الأمر بأنه سياسة للنفوذ داخل البلاد.
وأضاف سليماني أن واشنطن تعمل على الاستفادة من بعض الملفات لتبدو أنها تأخذ خطوات قانونية ومشروعة في المنطقة، ومنها ملف حقوق الإنسان، كما أنها تتبع سياسة دعم الكيان الصهيوني، معتبراً أن كل دولة تدعم هذا الطرف تلقى الدعم الأميركي أيضاً، بحسب تعبيره.
كذلك اعتبر سليماني أن الولايات المتحدة تعمل على إضعاف إيران والتحكم بها، وهذا من خلال تواجدها في المناطق التي يعد فيها نفوذ الجمهورية الإسلامية مؤثراً، كذلك تعمل على الإبقاء على الخلاف بين دول العالم الإسلامي من خلال دعم "داعش" والمجموعات التكفيرية، بحسب تعبيره، مضيفاً كذلك أن أميركا تعمل على الحفاظ على هذه التنظيمات الإرهابية كونها بحاجتها، فهي التي تبقي بعض الدول في المنطقة مرتبطة بأميركا بشكل دائم.
كذلك اعتبر قائد فيلق القدس في هذا الاجتماع أن الولايات المتحدة تكبّدت خسارات عديدة في غرب آسيا، معتبراً أن الثورة الإسلامية الإيرانية كانت مقدمة لأفول القوة الأميركية، وهو ما جعلها تركز على سياساتها للقضاء على إيران، ومن هذه المخططات إيجاد حلفاء ليساعدوها في هذه المهمة، فقد حاولت الوقوف بوجه إيران والقضاء على حزب الله في لبنان، إلا أنها لم يكن لديها القدرة أساساً على القيام بهذا الأمر، بحسب تعبيره.
اقرأ أيضاً: قرار أميركي بفصل العراق عن سورية في محاربة "داعش"