ويعتبر بوسعدون مسؤولاً عن العمليات الخارجية في "القاعدة"، وقد وصل إلى سورية في العام 2014، بعدما تنقّل في عدة بلدان في أوروبا والشرق الأوسط، حيث كانت له روابط مع عدد من المتطرفين.
وقال المحلل السياسي محمد بوعود، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تصفية الرؤوس الكبرى للإرهاب بدأت على عدة مراحل"، مضيفاً أنّ "من بين هذه القيادات عراقييْن وتونسياً وفرنسياً من أصل تونسي"، معتبراً أنّ "هناك إشارة أعطيت لتصفية القيادات الكبرى لا سيما بعد أن صُنّفت هذه التنظيمات إرهابية".
وأوضح بوعود أنّ "هؤلاء القيادات يحتفظون بالكثير من الأسرار، ويُعتبرون العقل المدبّر لعدد من الهجمات، وهو ما يفسّر ملاحقتهم والقضاء عليهم".
ولفت بوعود إلى مقتل قيادي في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في شمال إدلب بسورية، منذ ثلاثة أيام، كان قد قدم للتفاوض مع جبهة "فتح الشام" (جبهة النصرة)، وتمت تصفيته في الطريق عندما كان متواجداً ضمن رتل من السيارات، مشيراً أيضاً إلى مقتل اثنين من مساعدي زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
وذكّر بأنّ طائرات فرنسية قامت، بعد عمليات إنزال في حي القصور في الموصل شمالي العراق، باختطاف أحد قيادات "داعش"، ممن كانت له علاقة بهجمات باريس.
وبيّن بوعود أنّ التونسي بوسعدون الذي تمّت تصفيته في سورية، يعتبر مسؤولاً عن التصفيات الجسدية في أوروبا وأميركا الشمالية، وكان يحمل ملفات عن تصفيات جسدية شنّها تنظيم "القاعدة".
وبحسب البنتاغون، فإنّ بوسعدون الذي تدرّب لدى حركة "طالبان" في أواخر تسعينيات القرن الماضي، "كانت لديه روابط عديدة وقديمة مع عناصر تنظيم القاعدة الذين يعدّون لـعمليات خارجية".
وقال الباحث السياسي خالد عبيد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المسألة تتعلّق بحرب خفية لضرب الإرهاب، وإن الولايات المتحدة الأميركية تقوم بتعقّب الرؤوس الكبيرة واصطيادها، وهو ما يفسّر العمليات التي شنت في ليبيا واليمن وسورية والعراق وباكستان".
وأضاف عبيد أنّ "الغاية هي ضرب الإرهاب، والقضاء على الشخصيات الكبرى التي تصدر منها أوامر وتعليمات القيام بعمليات في أوروبا وأميركا وتشكل تهديداً للمصالح الأميركية والغربية"، معتبراً أنّ معظم هذه الهجمات تقف وراءها ما تسمى بـ"العقول المدبّرة".
وأشار إلى أنّ "استهداف هؤلاء يتم في أي وقت وفي أي مكان من العالم، عبر اصطيادهم بطريقة استخباراتية دقيقة، وبالاعتماد على الطائرات بدون طيار".