يوم الاثنين، العاشر من مارس/ آذار، استمتعت بريطانيا بجوٍ يميل إلى الصيف، ما دفع البعض للتوجه إلى الحدائق والأماكن الخضراء. وفي منتصف اليوم تقريباً، وفي أثناء استمتاع البعض بفترة راحتهم، هبطت طائرة مروحية في وسط "ماربل أرش"، في بقعة يوجد فيها العديد من السائحين والعاملين في المحال والشركات المجاورة.
تعرف الخدمة أيضاً بـ"مروحية الخدمات الطبية الطارئة"، وهي خدمة مقدمة من مؤسسة خيرية مستقلة تعمل في الخدمات الطبية الجوية. الطائرة تشكل وحدة إسعاف مخصصة للتعامل مع حالات الطوارئ والحالات الحرجة التي تحتاج إلى علاج متخصص في مكان الحادث. وبعكس ما يظنه البعض، فإن الطائرة لا تستخدم في نقل المرضى إلا في حالات خاصة جداً يتم نقلها إلى مستشفى لندن الملكي عبر مهبط الطائرة. أما في الحالات الأخرى، فيرافق الطاقم الطبي المصاب إلى أقرب مستشفى عبر سيارة الإسعاف.
تأسست الجمعية في 1989 رداً على تقرير قدمته الكلية الملكية للجراحين، سلّط الضوء على وفاة عدد من المصابين بسبب تأخر وصول العناية الطبية اللازمة بسرعة. وكانت الجمعية هي الأولى التي تضم على متنها طبيباً ومسعفاً، بينما تضم سيارات الإسعاف مسعفيّن يقومان بنقل المصاب إلى المتخصص في المستشفى.
وتقلّص عدد الوفيات، بسبب الخدمة، بنسبة تراوح بين 30 ـ 40% في الحالات الحرجة. لندن هي العاصمة الوحيدة التي تعمل بطائرة واحدة فقط. في الأغلب تتكون الخدمة من 3 أو أربع طائرات، وبدأت المؤسسة أخيراً حملات تبرع لشراء طائرة ثانية لإدخالها إلى الخدمة.
تقع قاعدة الطائرة في مستشفى لندن الملكي (Royal London Hospital)، في منطقة وايت شابل، شرق لندن. كما بدأت بعدها خدمات مماثلة في عدة مدن في المملكة. وتصل الطائرة المروحية عادةً إلى المصاب خلال 15 دقيقة، وتحديداً إلى مصابي حوادث السيارات الحرجة، السقوط من أماكن مرتفعة، المصابين بالطعن وإطلاق الرصاص، حوادث المجال الصناعي وحوادث سكك الحديد.
يتكوّن الطاقم من طبيب متخصص في الحالات الحرجة والصدمات، ومسعف، وطيار ومساعد طيار، وبإمكان المتخصصين إجراء تدخلات طبية من ضمنها جراحات القلب المفتوح، ونقل الدم، والتخدير في مكان الحادث. ومن نحو 5.000 مكالمة يتم استقبالها في غرفة عمليات خدمة الإسعاف في لندن يومياً، يتم تحويل 7 منها إلى خدمة الإسعاف الجوي.
تكلّف هذه الخدمة مليونين وربع المليون جنيهاً استرلينياً في العام الواحد، ولكنها لا تُعدّ جزءاً من خدمة الإسعاف التابعة للحكومة، فالخدمة تعتمد بشكل أساسي على التبرعات من الأفراد والمنظمات. وتساهم الخدمة الصحية الوطنية بنسبة كبيرة وتتضمن دفع رواتب المنتدبين والمساعدين الطبيين.