خرائط الاحتلال السياحية تمحو المعالم الإسلامية والمسيحية من القدس

04 ابريل 2016
خرائط الاحتلال وضعت عبارة جبل الهيك بدلاً من الأقصى(Getty)
+ الخط -
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، صباح الإثنين، أن خرائط مدينة القدس المحتلة، أعدتها وزارة السياحة الإسرائيلية بلغات أجنبية، تخلو من الإشارة إلى المواقع والأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة، مثل المسجد الأقصى (مقابل إشارة وحيدة لقبة الصخرة) وكنيسة المخلص اللوثرية وغيرها من الموقع الأثرية الإسلامية والمسيحية. في المقابل فإن الخريطة المذكورة مليئة بالمواقع الاستيطانية والمدارس التلمودية والكنس اليهودية.

وأفادت الصحيفة العبرية، أنّ وزارة السياحة الإسرائيلية، تقوم بتوزيع هذه الخرائط السياحية على الأجانب الذين يأتون إلى القدس المحتلة في هذه الفترة. ورصدت الصحيفة، في الخريطة التي وضعت صورتها على موقعها على الشبكة، وجود موقع إسلامي واحد و5 مواقع مسيحية لا غير، مقارنة بعشرات المواقع الدينية اليهودية، علماً بأن الخريطة تشمل 57 موقعاً أثرياً وسياحياً.

وأضاف "هآرتس"، أنّه يبدو جلياً أن من رسموا هذه الخريطة السياحية قد بذلوا جهداً خاصاً في تغييب السماء العربية للمواقع الأثرية في القدس، واستبدالها بالأسماء العبرية (الصهيونية) مثل عبارة جبل الهيك بدلاً من المسجد الأقصى، وحائط المبكى بدلاً من جبل البراق، وبالرغم من وجود صورة للمسجد الأقصى إلا أنه اسمه لا يظهر في الخريطة، ولا في مفتاح الشرح الخاص به، وبدلاً من ذلك تظهر الأسماء التلمودية، التي يدعي الإسرائيليون وجودها في المكان مثل اسطبلات سليمان، بدلاً من المصلى المرواني.

كذلك، فإنّ تلك الخرائط تعمدت تشويه الأسماء العربية الفلسطينية في حال وجودها، مثل "سيلوين" بالإنجليزية بدلاً من سلوان، ووادي حلفة بدلا من وادي الحلوة. وحتى درب الآلام يحظى بمعالجة صهيونية صرفة فلا توجد إشارة للمحطات المهمة للحجاج المسيحيين على امتداد درب الآلام، ولا إشارة للكنيسة الخلص اللوثرية، أو لمقر البطريركية الأرثوذكسية اليونانية.

وتواصل الخريطة الإسرائيلية نمط الدعاية الصهيونية عندما تخفي مساحات واسعة هي الأحياء الفلسطينية في راس العامود والطور والثوري، ولا تشير إلى وجود هذه الأحياء وتستبدلها بجبال ومرتفعات خضراء خالية من المباني والأحياء السكنية.

وبينت الصحيفة، أنه على الرغم من أن الشركة التي صدرت الخريطة نفت أن تكون جهة رسمية طلبت إعدادها، مع أن شعار وزارة السياحة الإسرائيلية ظاهر عليها، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن هذه الخريطة توزع على السياح الأجانب من مكتب وزارة السياحة الإسرائيلية في باب الخليل.

وادعت وزارة السياحة الإسرائيلية في ردها على سؤال من الصحيفة، أنه تم إعداد الخريطة بالتعاون مع المرشدين السياحيين، وبناء على تجربتهم العملية، وأن الخريطة تضح المواقع المركزية والهامة في المدينة. وزعمت الوزارة أن هذه الخريطة خدمت لغاية الآن مئات آلاف السياح الذين زاروا القدس.




المساهمون