منذ 17 عاماً يعيش أهالي قرية خربة قلقس الواقعة إلى الجنوب من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، حياة الانتفاضة الفلسطينية، إذ ما زال الاحتلال الإسرائيلي يغلق مدخل قريتهم ويكبدهم عناء سلوك الطرق الالتفافية، ويحيل حياتهم قهراً ويفقدهم الأمل في النجاة في حال داهم الموت أحدهم.
يتذوق أهالي قلقس وجع الخروج والعودة صيفاً وشتاءً الشتاء، فطريق القرية الرئيس مغلق والوصول إلى مدينة الخليل محفوف بالمخاطر، إذ يضطر الأهالي إلى سلوك نحو 1.5 كيلومتر مشياً على الأقدام للوصول إلى أقرب نقطة مواصلات باتجاه مدينة الخليل، بعد قطعهم الخط الاستيطاني السريع المعروف بشارع رقم "60" الذي حصد دهساً أرواح خمسة فلسطينيين كانوا يقطعونه.
قبل أسبوعين، بدأ حراك أهالي القرية والذين يبلغ تعدادهم نحو 2500 نسمة، التظاهر على المدخل الرئيسي لمطالبة الاحتلال الإسرائيلي بفتح الشارع المغلق وإيقاف معاناتهم التي امتدت إلى أكثر من 17 عاماً، بذرائع وحجج أمنية لم تعد موجودة اليوم بعدما انطفأت نار انتفاضة الأقصى الثانية.
ويقول الأستاذ أحمد أبو سنينة، أحد سكان القرية لـ"العربي الجديد" إن الاستمرار في إغلاق الشارع يعني المزيد من حالات الوفيات على الشارع الالتفافي، وتعقيد الحياة الإنسانية وتعطيلها، كما يصعب حياة السكان.
وأضاف: "القرية تقع بين بلدة يطا ومدينة الخليل، وتبعد عن الخليل قبل إغلاق الشارع مسافة عشر دقائق، وبعد إغلاقه أصبحت على بعد كيلومترين، بينما تبعد عن يطا نحو 10 كيلومترات"، ولا يمكن الخروج من خربة قلقس إلا عبر طرق التفافية، تنهك الطلبة والمدرسين والأطباء، وتصعب حياة المرضى وبالأخص الذين يحتاجون للعلاج اليومي.
ويوضح أبو سنينة، أن مرضى الكلى، والتلاسيميا، وأصحاب الأمراض المزمنة، هم الأكثر قلقاً كونهم يحتاجون في بعض الأحيان لعلاج طارئ، ووصول سيارة الإسعاف إلى قريتهم يأخذ وقتاً طويلاً، وربما يفارقون الحياة.
للوصول إلى مدينة الخليل يضطر أهالي الخربة إلى المشي على الأقدام، أما الوصول إلى يطا للحصول إلى بعض الخدمات يحتاج إلى ساعة من الزمن، ما دفع بعض الأهالي نتيجة الحال المستمر منذ 17 عاماً إلى الخروج والصراخ في وجه الاحتلال وضباطه للالتفات إلى حالتهم المعيشية الصعبة.
وفي كل جمعة بات الأهالي يخرجون في مسيرة أسبوعية للمطالبة بفتح الشارع الرئيس، وينتظرهم عند مدخل القرية العشرات من جنود الاحتلال، ويفرقونهم بوابل من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، إضافة إلى الرصاص، في حين ينعم على بعد أمتار قليلة المئات من المستوطنين بطريق التفافي بأعلى المواصفات للوصول إلى منازلهم ومستشفياتهم ومدارسهم دون أن ينغص حياتهم أحد.
يرفض الاحتلال الإسرائيلي فتح مدخل الخربة كما يطالب الأهالي، وعادة يطلب أن يكون هناك طريقة أخرى لفتح المدخل ذاته، كنفق للمشاة حتى لا يتعارض مع الشارع الاستيطاني، لكن هذا الأمر مهمل من قبل السلطة الفلسطينية، وفق أبو سنينة.
يطالب أهالي الخربة المسؤولين الفلسطينيين بضرورة التدخل والضغط على سلطات الاحتلال بفتح الشارع الرئيس، وتنفيذ مشروع النفق حتى تتوقف معاناتهم التي طال عمرها.