انتظر المحاصرون في مدينة مضايا بريف دمشق، منذ ساعات الصباح الباكر، أمس الأربعاء، ترقّباً لدخول وفد منظمة الأمم المتحدة ومنظمة "الهلال الأحمر العربي السوري". وبناءً على اتفاقٍ سابق، تمّ إخراج عشرات الحالات الصحية والعائلات التي سبق أن تم نقل أفراد منها في وقت سابق إلى إدلب، فتجمهر المئات أمام النقطة الطبية في المدينة، ومنهم من جهّز نفسه لمغادرة مدينة الجوع ومنهم من جاء مودعاً أو متفرجاً.
في هذا السياق، أفادت مصادر مطلعة من مضايا، لـ"العربي الجديد"، أنه "دخلت نحو 12 سيارة إسعاف و9 حافلات إلى مضايا لإخراج نحو 250 شخصاً منها، منهم نحو 37 حالة صحية، في حاجة إلى رعاية طبية خاصة ومستعجلة، كان قد تم انتقاؤهم من بين نحو 400 حالة صحية نطالب بإخراجها من المدينة المحاصرة لحاجتهم لرعاية طبية خاصة. أما البقية فهم عائلات سبق أن خرج ذووهم في أوقات سابقة وسيتمّ لمّ شملهم، وفي المقابل تمّ إخراج العدد 250 شخصاً أيضاً من بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب".
وبيّنت المصادر أن "الحالات الصحية الـ37، سيذهب منها 13 حالة مع مرافقيها إلى إدلب، في حين سيتوجه الـ24 الباقون مع مرافقيهم إلى دمشق". ولفتت إلى أن "الحالات الصحية المحاصرة في مضايا تعاني بشكل كبير جراء النقص الشديد في الأدوية والكادر الطبي، ما حال دون إنقاذ حياة العديد من الأشخاص خلال الفترة الماضية".
وكانت القوات النظامية ومقاتلو حزب الله قد جمعوا آلاف النازحين من الزبداني والغوطة الشرقية، وأجبروهم على الدخول الى بلدة مضايا وبقين، حتى تجاوز العدد الإجمالي الـ40 ألف شخص. وهو ما يفوق قدرة المدينة الاستيعابية، ما أجبر العائلات على تقاسم المنازل، بمعدل عائلتين إلى أربع عائلات في المنزل الواحد، في حين لا تتوفّر أسس الحياة من مياه للشرب وكهرباء واتصالات، إضافة إلى المواد الغذائية. ما جعل الناس يتناولون الحشائش والقطط والكلاب، في وقت انتشر الجوع وأُصيب العشرات بسوء الامتصاص والجفاف، وتوفى منهم نحو 65 شخصاً معظمهم من الأطفال وكبار السن.
في هذا السياق، ذكرت مصادر معارضة أن إيران و"حزب الله" اللبناني والنظام، ينظرون إلى مضايا وبقين والزبداني كورقة بيدهم يحاولون الضغط بها على "جيش الفتح" المحاصر بدوره لبلدتي الفوعة وكفريا بالهدف ذاته. وسبق أن قدمت القوى في مضايا وبقين والزبداني العديد من المبادرات لإنهاء الصراع فيها عبر تسوية شاملة تعيد مؤسسات الدولة إليها، إلا أنها لم تجد أي تجاوب من الطرف الآخر.