عكست أسعار النفط مسارها نزولاً وعادت عن مكاسبها الأولية التي حققتها صباح اليوم، الجمعة، في الوقت الذي يضغط فيه تضخم المخزونات على المعنويات، رغم توقعات واسعة النطاق بأن "منظمة الدول المصدرة للبترول" (أوبك) وروسيا ستتفقان على خفض للإنتاج بطريقة ما الأسبوع القادم.
سعر برميل عقود برنت انخفض اليوم 1.2 دولار، أو 2%، إلى 58.31 دولاراً، في حين هبط سعر العقود الخام الأميركي 1.39 دولار، أو 2.9%، إلى 49.97 دولاراً، بينما يتجه الخامان القياسيان العالميان لتسجيل ثامن خسارة أسبوعية على التوالي.
وبذلك، تراجعت الأسعار بعد أن سجلت مكاسب في وقت سابق من الجلسة، عندما صعد برنت إلى 59.93 دولاراً والخام الأميركي إلى 51.79 دولاراً.
وسجل سعر برميل خام برنت والخام الأميركي الخفيف أضعف أداء شهري في أكثر من 10 سنوات في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، ليخسرا ما يزيد عن 20% في الوقت الذي تتجاوز فيه الإمدادات العالمية الطلب.
وأمس، الخميس، كانت أسعار النفط قد ارتفعت بما يصل إلى 2%، بعدما قالت مصادر في القطاع إن روسيا تقبلت ضرورة خفض الإنتاج مع "أوبك" قبل اجتماع المنظمة في الأسبوع المقبل.
ومنذ أوائل أكتوبر/ تشرين الأول، خسرت معظم الخامات القياسية نحو ثلث قيمتها السوقية مع تضرر السوق من بوادر حدوث تخمة في المعروض من الخام، حيث زاد الإنتاج في الولايات المتحدة وروسيا و"أوبك"، في وقت تفاقمت مشكلة التخمة الناشئة بفعل تباطؤ الطلب العالمي على الخام.
وقد هبطت الأسعار نحو 22% منذ بداية نوفمبر/ تشرين الثاني، لتتجه صوب تكبد أكبر خسائرها الشهرية منذ ذروة الأزمة المالية العالمية في 2008.
وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، قال في مقابلة مع وكالة "تاس" للأنباء نُشرت اليوم الجمعة، إن منتجي ومستهلكي النفط مرتاحون للأسعار الحالية للخام.
وقبيل اجتماع بين أوبك والمنتجين المستقلين من المقرر عقده في فيينا الأسبوع القادم، قال نوفاك أيضا للوكالة، إن المنتجين سيتوصلون إلى اتفاق بشأن مستقبل اتفاق إنتاج النفط للعام القادم بحلول موعد الاجتماع.
كما أضاف أن روسيا تخطط للإبقاء على متوسط مستوى إنتاج النفط المسجل في أكتوبر/ تشرين الأول حتى نهاية العام، وإن شركات النفط الروسية اتفقت على تعديل مستويات إنتاج الخام في 2019 إذا لزم الأمر.
وتعرضت الأسعار لضغوط جراء الارتفاع المطرد لإمدادات الخام من الولايات المتحدة، وهي الآن أكبر منتج في العالم، بجانب إصرار السعودية على أنها لن تخفض الإنتاج بمفردها من أجل تحقيق الاستقرار بالسوق.
وقال الشريك في "أجين كابيتال" في نيويورك، جون كيلدوف، إن السوق تتوقع الآن خفضا محتملا بمقدار مليون برميل يوميا من "أوبك" وحلفائها، فيما قال كبير المحللين لدى "سي.إم.سي ماركتس"، مايكل مكارثي: "رأينا زيادات ضخمة في المعروض، وهناك شكوك إزاء حالة الطلب. لكن، قد نرى تحركا في قضايا التجارة العالمية خلال اجتماع مجموعة العشرين (الذي يبدأ اليوم الجمعة)".
توقّع انحسار المكاسب في 2019
في هذا الإطار، أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة "رويترز"، أن محللي القطاع يزدادون تشاؤما بشأن آفاق زيادة الأسعار العام المقبل، حيث إن هناك ضبابية تكتنف الطلب في الوقت الذي يزيد فيه المعروض بسرعة خطيرة، على الرغم من أن الأسواق تتوقع من منظمة "أوبك" خفض إنتاجها.
وتوقع مسح شمل 38 من خبراء الاقتصاد والمحللين أن يبلغ متوسط سعر برميل خام القياس العالمي مزيج برنت 74.50 دولارا عام 2019 مقارنة مع 76.88 دولارا، في توقعات الشهر الماضي.
وتوقع استطلاع الرأي أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 73.20 دولارا عام 2018، وهو ما يتفق إلى حد كبير مع متوسط السعر الذي سجله الخام منذ بداية العام عند 73 دولارا.
وأظهر استطلاع الرأي توقعات بأن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي الخفيف 67.45 دولارا عام 2019 مقارنة مع 70.15 دولارا في استطلاع سابق للرأي، علما أن متوسط سعر الخام بلغ نحو 66.40 دولارا منذ بداية العام إلى الآن.
وفي ليبيا، أفاد بيان نشرته "المؤسسة الوطنية للنفط" على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، بأنها تتوقع أن تبلغ إيراداتها من الخام ومبيعات المنتجات النفطية 23.7 مليار دولار في 2018، بزيادة 73% عن العام السابق، وفقاً لما نقلته "رويترز".
وذكرت المؤسسة أن إيرادات أكتوبر/ تشرين الأول بلغت أعلى مستوى منذ بداية 2018 عند 2.87 مليار دولار.