وعلمت "العربي الجديد" أن "الائتلاف بدأ العمل في اتجاهات عدة لمواجهة خطة دي ميستورا، والمحافظة على تطبيق بيان جنيف بشكل كامل بما يضمن إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة". واستدعت الهيئة السياسية في "الائتلاف"، في هذا السياق، ممثلي دول أصدقاء سورية، من بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وهولندا وتركيا وكندا وبلجيكا وإسبانيا، للتشاور معهم حول خطة دي ميستورا.
وأكد مصدر مُطّلع في الائتلاف لـ"العربي الجديد" أن "الائتلاف يُحضّر لمؤتمر بمبادرة منه، يهدف لجمع أطياف المعارضة السورية وتوحيد رؤيتهم حول الحل السياسي في سورية، تحت قيادة الائتلاف. وذلك لبحث المسارات الأربعة التي سيتم العمل عليها من خلال اللجان، والتي سيختارها دي ميستورا بناء على ترشيحات المعارضة والنظام، ومن ثم مفاوضات جنيف 3 في حال حدوثها". وأضاف المصدر أن "هذا المؤتمر شبيه بالمؤتمر الذي كانت السعودية تُحضّره قبل أن يتم إلغائه"، مشيراً إلى أن "زمان المؤتمر ومكانه غير معلومين حتى اللحظة".
وكشف المصدر أن "الائتلاف عقد لقاءات تشاورية مع العديد من الفصائل العسكرية ومنظمات المجتمع المدني، للخروج برؤية موحدة تقف بوجه وفد النظام خلال المسارات الأربعة. كذلك دعا الائتلاف إلى اجتماع طارئ لأعضاء هيئته العامة في نهاية الشهر الحالي، وهو الأول من نوعه".
اقرأ أيضاً سورية: تعثّر خطة دي ميستورا يعيد الحسم إلى الميدان
وذكر "الائتلاف"، في بيانٍ له، أن "أعضاء الهيئة السياسية، طرحوا خلال اجتماعهم مع مجموعة أصدقاء سورية استفساراتهم وملاحظاتهم حول خطة دي ميستورا، بما فيها طريقة التمثيل واختيار أعضاء المجموعات، وضرورة الحرص على أن تعكس تمثيلاً فعلياً لتطلعات الشعب السوري".
وتابعوا أنه "لا يُمكن طرح بدائل أو تقديم تفسيرات مسبقة لهذه الخطة من دون أن تنسجم مع ما صدر عن مجلس الأمن، وما تم الاتفاق بشأنه في مؤتمر جنيف 2، لا سيما بخصوص المرحلة الانتقالية والهيئة الحاكمة الانتقالية".
وشدد بيان "الائتلاف" على "ضرورة الالتزام بتطبيق كامل بيان جنيف وفق قرار مجلس الأمن رقم 2118"، داعين المجتمع الدولي "لا سيما الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى تحمّل مسؤولياتهم لوقف إجرام نظام الأسد بحق الشعب السوري، والعمل على مواجهة المأساة السورية، ودعم مطالب الشعب السوري، في تحقيق الانتقال السياسي الجذري والشامل من دون أي وجود للأسد وزمرته في المرحلة الانتقالية وما بعدها".
وكانت الهيئة السياسية قد استقبلت فريق دي ميستورا، واستمعت منه إلى شرح عن تطبيق ما ورد في تقريره لمجلس الأمن الدولي بتاريخ 29 يوليو/تموز الماضي، وعن البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن الدولي في 17 أغسطس/آب الحالي. وتلا ذلك نقاش قدم خلاله "الائتلاف" ملاحظاته بشأن ما ورد من أفكار.
ولفتت نائب رئيس "الائتلاف" نغم غادري، إلى أن "الائتلاف بحاجة للتنسيق والتواصل مع منظمات المجتمع المدني بشكل دائم، للعمل سوياً على توحيد الرؤية والخطاب". وأضافت أنه "لدينا عمل مشترك يصب في مصلحة سورية والثورة السورية، ويحقق تطلعات الشعب السوري في الحصول على الحرية والكرامة ومحاسبة المجرمين وعلى رأسهم بشار الأسد وزمرته الحاكمة".
ويبدو أن "الائتلاف" وكافة مكونات المعارضة السياسية الأخرى، باتوا يدركون حجم المهمة العتيدة وإمكانية الدخول بمفاوضات مباشرة مع النظام، في عملية غير متساوية وغير عادلة كما يراها بعض المعارضين، خصوصاً بعد ترحيب إيران بالخطة، وهذا ما عكس انطباعاً سلبياً لدى المعارضة. مع العلم أن الباب يبقى مفتوحاً أمام المعارضة للانخراط بمحادثات السلام أو رفضها، بعد أن كانت قد لوحت بمقاطعة المفاوضات، نتيجة عدم جديتها وفائدتها، في ظل استمرار القصف العنيف على المدن والبلدات، تحديداً دوما والزبداني من قبل النظام السوري.
اقرأ أيضاً: خطة دي ميستورا لدفع النظام والمعارضة لتوقيع "جنيف المعدَّل"