بدأ الناخبون في خمس ولايات أميركية الإدلاء بأصواتهم في جولة جديدة من الانتخابات التمهيدية، من المتوقع أن تسفر نتائجها عن تقرير مصير خمسة رجال وامرأة.
وتتميز انتخابات اليوم بتغير قواعد الفوز في المعسكر الجمهوري، فالفائز في أي ولاية سوف يحصد جميع المقاعد المخصصة لمندوبي تلك الولاية، ويحرم البقية من أي مقعد إلى مؤتمر الحزب المقرر أن تستضيفه ولاية أوهايو في يوليو/تموز المقبل. ومن المفارقات أن قيادة الحزب الجمهوري تستميت علنا في إفشال أقوى المرشحين الملياردير دونالد ترامب في ولايتين محوريتين هما أوهايو وفلوريدا، ذلك أن خسارته هاتين الولايتين سيجعل موقفه صعبا في الحصول على نسبة 50% من المندوبين في مؤتمر الحزب وهي النسبة المطلوبة لتمثيله، بغض النظر عن استمراره في تصدر قائمة المتنافسين.
ففي حال عدم حصول أي من المرشحين الأربعة على أكثر من نصف عدد المندوبين فمن المرجح أن يحل الانقسام في الحزب، أو أن يتوافق المندوبون على منح أصواتهم لمرشح آخر غير ترامب الذي لا يحظى بقبول الحزب، وهو أمر سيؤدي في نهاية المطاف إلى خوضه الانتخابات مرشحا مستقلا.
أما على جانب الحزب الديمقراطي، فمن غير المنتظر أن تحسم انتخابات اليوم السباق على تمثيل الحزب إلا إذا أحرزت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون فوزا كاسحا على منافسها الوحيد السيناتور بيرني ساندرز في ولايتين محوريتين هما أوهايو وفلوريدا، وهو ما يستبعد تحقيقه.
اقرأ أيضا هزيمة ترامب في الانتخابات التمهيدية بواشنطن ووايومنغ
أما فوز كلينتون بنسبة بسيطة أو فوز منافسها عليها فلن يعني سوى استمرار التنافس إلى مرحلة لاحقة، نظرا إلى أن قواعد التنافس داخل الحزب الديمقراطي تظل ثابتة على عكس أنظمة الحزب الجمهوري المتغيرة. وتقضي أنظمة الديمقراطيين أن يتوزع المندوبون على المرشحين المتنافسين بما يعادل نسبة الأصوات التي حصل عليها المرشح في كل ولاية. وقد يتأخر الوصول إلى نتائج حاسمة، ولكن اقتصار التنافس على مرشحين اثنين فقط يجعل حصول أحدهما على أغلبية بسيطة مؤكدا، ولكن الانقسام يظل واردا في حال تدخل من يسمون بالناخبين الكبار بتعديل النتائج لصالح المرشح الأقل أصواتا.
توقعات استباقية:
يتنافس المرشحان الديمقراطيان على 548 مندوبا في الولايات الخمس ومن المرجح أن تفوز وزيرة الخارجية الأميركية بالولايتين الجنوبيتين فلوريدا ونورث كارولينا، بينما يتغلب عليها ساندرز كلما اتجه شمالا أو غربا، حيث من المتوقع أن يفوز في ولاية ميسوري وربما إلينوي، وتبقى أوهايو الولاية التي ستجعل أحدهما سعيدا بالنتيجة، والآخر بلا زخم يدعم به حملته في المرحلة المقبلة.
أما مرشحو الحزب الجمهوري الأربعة فإن ترامب ينافسهم جميعا، إذ إن منافسيه الثلاثة متفقون على ما يبدو على إسقاطه في أوهايو، وربما فلوريدا، لسحب قدر من الزخم الذي حققه حتى الآن، لكن هذا لن يلغي صدارته السباق، وإن كان من المرجح أن يحرمه من الحصول على نسبة 50% المطلوبة لتمثيل الحزب، وعندها يكون القرار للمرة الأولى في تاريخ الحزب الجمهوري منوط بقيادته، وليس برأي الناخبين. وسيدخل الجمهوريون إلى مؤتمرهم العام في أوهايو منقسمين.
اقرأ أيضا المواجهات ترافق ترامب في لقاءاته الجماهيرية بسبب تصريحاته