وأوضح رئيس "الهيئة الإسلاميّة المنتخبة في يافا"، محمد دريعي، أن هذه الخيمة بالرغم من مساعي الهيئة الإسلاميّة في نصبها، فهي مفتوحة لجميع أهالي يافا عرباً ويهوداً، فالقضية ليست قضيّة طائفيّة أو دينيّة، بل قضيّة عنصريّة يجب محاربتها سوياً، والمجال مفتوح للجميع في المشاركة من أجل التصدّي لمشروع الاستيطان العنصري.
بدوره، تحدث سكرتير حزب "التجمّع الوطني الديمقراطي" في يافا، سامي أبو شحادة، عن سيرورة هذه المجموعة الصهيونية التي فشل مشروعها الاستيطاني في قطاع غزة عام 2005، إذ صمّم حينها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون فك الارتباط من جانب واحد، رغم معارضة اليمين الإسرائيلي (الأمر الذي رفضه 40 عضو كنيست، ومن بينهم الأعضاء العرب الذين عارضوا الخطّة لكونها أحاديّة الجانب متجاهلة الطرف الفلسطيني).
وبذلك تم إخلاء 8600 مستوطن من قطاع غزة، هؤلاء المستوطنون قرّروا بعد ذلك الاستيطان في المدن العربيّة المنكوبة والمعروفة اليوم بالمدن المختلطة، مثل يافا والرملة واللد وعكّا وحيفا، وبشكل خاص في الأحياء العربيّة في هذه المدن. وبالفعل بدأت هذه المجموعات بالاستيطان في عكّا واللد بدايةً، بحيث نالت دعماً حكومياً ومحلياً. ويترأس بلديّة اللد يائير رفيفو، المنتمي لهذه المجموعات الاستيطانيّة، والذي صرّح ببناء مشاريع سكن في الأحياء العربيّة وافتتاح مدرسة يهوديّة خاصّة بهم بالإضافة إلى معهد لتحضير شبابهم للخدمة العسكريّة في صفوف جيش الاحتلال.
وأضاف أبو شحادة أن هذه المجموعات أخذت على عاتقها أن "تستوطن في القلوب"، حسب شعارهم، والقصد طبعاً الاستيطان في المناطق المختلطة كي تسنح لهم الفرصة في السكن بجانب اليهود أيضاً ومحاولة الاندماج معهم في الأحياء ذات الغالبية اليهوديّة، مثل حي "يافا ج" و"يافا د"، الواقعة جنوب شرقي يافا.
وحذّر أبو شحادة من استمرار توسّعهم في الأحياء العربيّة في يافا، قائلاً إن حي العرقتنجي ليس الوحيد، بل هنالك دائماً مخططات من قبلهم لشراء بيوت كبيرة في أحياء عربية، مثل العجمي والجبليّة.
من جهته، أعرب الشيخ أحمد أبو عجوة عن عدم معارضة دخول اليهود إلى يافا، لأن هذا يحصل يومياً، لكنه ضد دخول يهود متطرفين وعنصريين يريدون خلع العرب من بلادهم الأصليّة، والعيش على حسابهم، مضيفاً "التاريخ سيحاسبنا نحن أهل البلد حينما يُذكر المشروع الاستيطاني ويُسأل أين كانوا أهالي يافا ومؤسّساتها حينما دخل المستوطنون".
في سياق متصل، لفت عضو المجلس البلدي، تل أبيب يافا، من قبل القائمة "عير لكولانو"، أمير بدران، إلى أنه أصبح هناك اهتمام في البلديّة بموضوع البيت الذي تحوّل إلى مضافة، وأن غالبية أعضاء هيئة المجلس البلدي وافقت على بدء التحقيق في حيثيات القضيّة والإشكالات القانونيّة التي ترافقها، ونادراً ما يحصل إجماع في قضيّة تخص المجتمع العربي في يافا.
ولكنّه استدرك بالقول إن "عمل البلديّة ليس الطريق إلى الحلّ، فالحل موجود في الشارع اليافوي ووحدة الصفوف، لأن البلديّة تبقى يهوديّة وميولها للطرف اليهودي معروفة وواضحة"، موضحاً أنه لو حصلت مخالفات قانونيّة من قبل عائلة عربيّة، لهمّ مفتّشو البلديّة وعاقبوا العائلة من دون تردد، أمّا حينما تحصل مخالفات من قبل المستوطنين، فسنجد تقاعسا واضحا من قبل البلديّة وموظّفيها.
في حين شدّد رئيس الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا، عمر سكسك، على أن "هذا النضال يجب أن يكون مشتركاً، أي عرب ويهود، والجميع يعلم حيثيات القضيّة بحيث يتم تشبيه هذا الاستيطان بالهجرة الداخليّة لأهالي الناصرة العرب إلى الناصرة العليا العبريّة، ولكن بالطبع هذا التشبيه الذي أدلى به رئيس بلدية تل أبيب يافا هو تشبيه خاطئ ومراوغ، لأننا نعلم من هو المستوطن ومن هو صاحب الأرض الأصلي".
وأضاف بأننا "كيافاويين يجب أن نعمل يداً واحدة، وأنه لا يوجد مجال للخطأ في هذه القضيّة مثلما حصل في بعض النضالات في السابق، ولذلك أقترح إقامة لجنة يافوية تضم جميع أهالي يافا، عرباً ويهوداً، من مختلف الانتماءات والتيارات السياسيّة والدينيّة والذين يهمهم محاربة الاستيطان اليهودي الصهيوني السرطاني الذي يحاول اقتلاعنا من بلدنا، وذلك من أجل إفشال هذا المخطط".