داعش بمدرسة المشاة: الذاكرة تستدعي أبو فرات وحجي مارع

10 أكتوبر 2015
مؤسس وقائد لواء التوحيد عبد القادر صالح (إنترنت)
+ الخط -
شكلت سيطرة تنظيم داعش فجر الجمعة على مدرسة العقيد يوسف الجادر (مدرسة المشاة سابقًا) العسكرية مناسبة للتذكير بأهم قائدين في الجيش السوري الحر، واللذين حررا المدرسة التي كانت تعد من أبرز قواعد قوات الأسد في حلب أواخر عام 2012، ثم قضيا فيها وهما: العقيد يوسف الجادر (أبو فرات)، وعبد القادر الصالح (حجي مارع) الذي كان القائد العسكري للواء التوحيد. 

وأعاد ناشطو الثورة التذكير بهذين القائدين، مؤكدين حاجة الثورة الماسة للروح الثورية الصافية التي كانا يتمتعان بها.

اقرأ أيضاً: تحوّلات جبهة حلب على ضوء هجمات "التحالف"

يكفي أن تضع اسم (أبو فرات) على محركات البحث على الشبكة العنكبوتية حتى تنهال عشرات التقارير الإعلامية من مختلف وسائل الإعلام التي تناولت سيرة محمد الجادر (أبو فرات)، والذي ترك أثراً لا يُمحى في ذاكرة السوريين.

الجادر ابن مدينة جرابلس، شمال حلب، كان قائد لواء دبابات في الساحل السوري، وقد رفض أوامر قصف مدينة الحفة، فانحاز إلى الثورة، إذ قاد عدة معارك في حلب وريفها، وبعد ساعات من إلقائه بيان تحرير المدرسة قضى (أبو فرات) بانفجار لغم داخلها، حيث أصر على تفكيكه بنفسه. كان "نجمة في سماء وجعنا"، كما قالت إحدى الكاتبات السوريات بعد مقتله. كان صاحب إنجازات عسكرية مهمة، وخطاب وطني جامع، لذا أبكى نبأ مقتله السوريين، فقد اعتبر معظمهم أن خسارته لا تعوّض.

أما عبد القادر الصالح (حجي مارع) يمثل البطل الشعبي في الثورة السورية؛ رجل مدني آمن بالثورة، وكان لديه بعد نظر فريد، فقد علم أن نظام بشار الأسد لن تهزمه الشعارات والمظاهرات، على أهميتها، لذا حمل السلاح ثائراً، وهو الذي خرج من بين جموع الثائرين الباحثين عن حياة كريمة.

اقرأ أيضاً: عام على غياب "حجي مارع" الأيقونة الأغلى للثورة السورية

هو ابن مدينة مارع في ريف حلب. كان من مؤسسي لواء التوحيد الذي كان أبرز فصائل الجيش السوري الحر. خاض معارك كبرى ضد قوات الأسد وكان له إسهام مهم في تحرير عدة أحياء داخل مدينة حلب، وكان مع (أبو فرات) في معارك عدة أبرزها تحرير مدرسة المشاة. كان شاباً يتدفق حماسة وثورة على الظلم. قضى بعد نحو عام من مقتل رفيقه (أبو فرات) في مشفى تركي، حيث نقل إليه بعد إصابته بقصف جوي على مدرسة يوسف الجادر أثناء اجتماع مع قادة لواء التوحيد. كان قدوة للثائرين، وكانت لديه كاريزما البطل الشعبي. حفر قبره بيديه في بلدته وأوصى أن يدفن فيه.

دلالات