30 يناير 2019
داعية وجاهل سياسي..
عبد الرحيم ثابت المازني (مصر)
العمل الدعوي قائم على شروط يجب توفرها في رجل الدعوة، منها: حسن السمعة والسيرة والسلوك، وأن يطبّق ما يقول أو ما يدعو إليه، الصبر، عدم التغيير بالقوة بل التبليغ، الأمانة، الصدق والإخلاص لله في عمله الدعوي...إلخ من صفات جميلة وأخلاقية يجب أن يوصف بها الداعي.
قرأت مقالة لعصام سلطان كتبها من داخل محبسه، وجدت فيها قوة النقد ورجاحة العقل والمنطق، إذ كيف ينتقد جماعة ما وحريته مقيدة لتأييده لها، أو لتأييده على الأقل مطالب كانت أهداف ثورة؟ جماعة يراها التيار الأقوى تنظيما، إلا أنها الأضعف سياسيا، وقيادتها تعاني من ضعف الوعي السياسي في تفهم للظروف الدولية والإقليمية، وتحاول أن تفرض واقعها ومنهجها السياسي الذي لايصلح لقيادة التيار الإسلامي نفسه، فكيف ستقود العالم به؟
جماعة تعاني، منذ سنوات، منذ الازدواجية، هي معارضة للسلطة وشريكة في الوقت نفسه، وهي وجزء أصيل من الأنظمة لكن الجزء المستضعف، وهي ودائما تقبل بأنصاف الحلول في مرحلة الضعف والإنهاك، ولو على حساب الوطن وشبابها الجاهل سياسيا، والذي تقوده العاطفة، ليستسلم للدعوات الانتحارية من قادته، ما يجعلهم ضحايا أفكارهم.
نتائجهم في التفاوض سلبية، مع عدم قدرتهم على حسن استغلال عامل الزمن، وتقليل الخسائر، والنتيجة جماعة مغلوبة أو تعاني من الحليف، وتجيد فن الشكوى ولعب دور الضحية .
أوجدت جماعة الاخوان المسلمين نفسها في الشارع والسلطة، ولم تجد نفسها في الاستمرار سياسيا بدرجة وجودها نفسها في الشارع المصري والعربي والعالمي. كانت جماعة يعلّق عليها الأمل في بعض البلدان العربية، أي أن تغيّر من معاناة شعب.
أخطأت الجماعة كثيراً في الماضي والحاضر، ولا يمكن أن تمرّ الأخطاء لدى الشعب بسهولة، وهذا لا يعني أنني أعطي مبرّرا لما يحدث مع أي فصيل معارض في مصر، وهم من هذه الفصائل، لأن أخطر ما تعاني منه دولة أو نظام سياسي هو التهميش لجماعة أو فصيل من المجتمع. ولكن على هذه الجماعات أن تتصالح فيما بينها أولا قبل أن تطلب من أي فصيل أو قوة أخرى تحالفت معها أن يتحالف معها أو تدعو الشعب للوقوف معها ضده. إذا كانت هي خدعت منه، فما ذنب الشعب أن يتحمل الأخطاء من الطرفين؟
الشعب بين مطرقة النزاع الإسلامي بمختلف توجهاته ومسمياته والأنظمة السلطوية وبطشها ورعبها من التيارات الإسلامية، الأمر الذي حوّلها إلى مارد يفتك بأي محاولة ديمقراطية، أو تغيير حقيقي، ينتج عنه الإصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، والتي تتطلب تضافر جميع الجهود من منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والأحزاب والمعارضة. وكل هذه المؤسسات اختفت مع الخوف والرعب، فأصبح الإصلاح من دروب الخيال مع عدم اليأس من الحلم بالإصلاح الاجتماعي وتحقيقه.
قرأت مقالة لعصام سلطان كتبها من داخل محبسه، وجدت فيها قوة النقد ورجاحة العقل والمنطق، إذ كيف ينتقد جماعة ما وحريته مقيدة لتأييده لها، أو لتأييده على الأقل مطالب كانت أهداف ثورة؟ جماعة يراها التيار الأقوى تنظيما، إلا أنها الأضعف سياسيا، وقيادتها تعاني من ضعف الوعي السياسي في تفهم للظروف الدولية والإقليمية، وتحاول أن تفرض واقعها ومنهجها السياسي الذي لايصلح لقيادة التيار الإسلامي نفسه، فكيف ستقود العالم به؟
جماعة تعاني، منذ سنوات، منذ الازدواجية، هي معارضة للسلطة وشريكة في الوقت نفسه، وهي وجزء أصيل من الأنظمة لكن الجزء المستضعف، وهي ودائما تقبل بأنصاف الحلول في مرحلة الضعف والإنهاك، ولو على حساب الوطن وشبابها الجاهل سياسيا، والذي تقوده العاطفة، ليستسلم للدعوات الانتحارية من قادته، ما يجعلهم ضحايا أفكارهم.
نتائجهم في التفاوض سلبية، مع عدم قدرتهم على حسن استغلال عامل الزمن، وتقليل الخسائر، والنتيجة جماعة مغلوبة أو تعاني من الحليف، وتجيد فن الشكوى ولعب دور الضحية .
أوجدت جماعة الاخوان المسلمين نفسها في الشارع والسلطة، ولم تجد نفسها في الاستمرار سياسيا بدرجة وجودها نفسها في الشارع المصري والعربي والعالمي. كانت جماعة يعلّق عليها الأمل في بعض البلدان العربية، أي أن تغيّر من معاناة شعب.
أخطأت الجماعة كثيراً في الماضي والحاضر، ولا يمكن أن تمرّ الأخطاء لدى الشعب بسهولة، وهذا لا يعني أنني أعطي مبرّرا لما يحدث مع أي فصيل معارض في مصر، وهم من هذه الفصائل، لأن أخطر ما تعاني منه دولة أو نظام سياسي هو التهميش لجماعة أو فصيل من المجتمع. ولكن على هذه الجماعات أن تتصالح فيما بينها أولا قبل أن تطلب من أي فصيل أو قوة أخرى تحالفت معها أن يتحالف معها أو تدعو الشعب للوقوف معها ضده. إذا كانت هي خدعت منه، فما ذنب الشعب أن يتحمل الأخطاء من الطرفين؟
الشعب بين مطرقة النزاع الإسلامي بمختلف توجهاته ومسمياته والأنظمة السلطوية وبطشها ورعبها من التيارات الإسلامية، الأمر الذي حوّلها إلى مارد يفتك بأي محاولة ديمقراطية، أو تغيير حقيقي، ينتج عنه الإصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، والتي تتطلب تضافر جميع الجهود من منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والأحزاب والمعارضة. وكل هذه المؤسسات اختفت مع الخوف والرعب، فأصبح الإصلاح من دروب الخيال مع عدم اليأس من الحلم بالإصلاح الاجتماعي وتحقيقه.
مقالات أخرى
17 ديسمبر 2018
02 فبراير 2018
05 نوفمبر 2017