جاء ذلك بعد اللقاء الذي جمع داود أوغلو مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، واستمر لما يقارب الساعة ونصف الساعة في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة.
وشكر أردوغان، داود أوغلو، وقال: "على الرغم من الجهود التي بذلها لتشكيل الحكومة الائتلافية لكنه لم يستطيع تكوين حكومة تتجاوز التصويت على الثقة".
وينتظر حزب "الشعب الجمهوري" أن يقوم أردوغان بتكليف زعيمه كمال كلجدار أوغلو، كونه يتزعم ثاني أكبر كتلة نيابية في البرلمان بعد كتلة "العدالة والتنمية".
وبحسب الدستور التركي، فإن المدة القانونية المتمثلة بـ 45 يوماً لتشكيل الحكومة بعد أول تكليف يمنحه الرئيس، ستنتهي بعد خمسة أيام، ولو قام أردوغان بتكليف كلجدار أوغلو بتشكيل الحكومة يوم غد فإنه لن يكون أمامه أكثر من 4 أيام، حيث تبدو هذه المدة مستحيلة خاصة في ظل الاستعصاء الذي يشكله حزب "الحركة القومية" (يميني متطرف) بالتعاون مع أي حكومة يشارك بها أو يدعمها حزب "الشعوب الديمقراطي" (ذي الغالبية الكردية)، وبالتالي لن يكون تكليف كلجدار أوغلو أكثر من أمر بروتوكولي، لن يؤثر على توجه البلاد نحو انتخابات إعادة، والتي أصبحت الخيار الوحيد، في ظل فشل الأحزاب التركية بالتوافق على تشكيل حكومة ائتلافية.
وخسر "العدالة والتنمية" في الانتخابات التي جرت في يونيو/ حزيران الماضي الغالبية البرلمانية التي تسمح له بالتفرد بتشكيل الحكومة، وحصل على 258 مقعداً برلمانياً، بينما حصل "الشعب الجمهوري" على 132 مقعداً، ونال كل من حزب "الحركة القومية" وحزب "الشعوب الديمقراطي" 80 مقعداً.
وتتجه الأنظار إلى الخطاب الذي سيلقيه أردوغان، يوم غد الأربعاء، خلال لقاء سيجمعه بالمخاتير في القصر الرئاسي في تمام الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت أنقرة.
في غضون ذلك، دعا الرئيس المشارك لحزب "الشعوب الديمقراطي"، صلاح الدين دميرتاش، إلى إضافة ورقة استفتاء على التحول إلى النظام الرئاسي مع الانتخابات المبكرة، وذلك للانتهاء من هذا الأمر بحسب إرادة الشعب، وأكد أن حزبه سيشارك في الحكومة المؤقتة، والتي تقتضي بأن يتم توزيع الحقائب على الأحزاب المتواجدة في البرلمان، كلٌ بحسب حصته من مقاعد البرلمان، أي أن "الحركة القومية" الكردية ممثلة بـ"الشعوب الديمقراطي" ستحصل، لأول مرة في تاريخ الجمهورية التركية على حقائب وزارية، حيث ستتولى الحكومة المؤقتة إدارة شؤون البلاد لحين الانتهاء من الانتخابات المقبلة المتوقعة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
يأتي ذلك، بينما سيحسم "الشعب الجمهوري" قراره بالمشاركة في الحكومة المؤقتة بعد اجتماع لجنته المركزية، يوم غد، وسط ميل نحو المشاركة في صفوف الحزب، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه حزب "الحركة القومية" بأنه لن يشارك في الحكومة المؤقتة.
اقرأ أيضاً: انهيار مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية في تركيا