كشفت دراسة إيطالية حديثة أن الزعماء والقادة والساسة، الذين يلجؤون إلى الكذب، يحرصون على الاستمرار في الكذب وتزيين أكاذيبهم للشعوب لأسباب تبدو لا إرادية تعتمد على كونهم أنفسهم يصدقون لاحقا تلك الأكاذيب التي يروّجونها.
وقالت دراسة للبروفيسورة أنا جاليوتي، من جامعة "ايسترن بيدمونت" الإيطالية، إن الوقائع تظهر أن أمهر القادة الكذابين هم أولئك الذين لا يدركون أنهم يكذبون، مستدلة على نتائج دراستها بالكثير من الأكاذيب الرائجة، وبينها فضيحة "ووتر غيت" وأكاذيب أسلحة الدمار الشامل في العراق.
وقالت الدراسة، التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أمس الاثنين، إن الساسة يلامون على أكاذيبهم سواء كانت تلك الأكاذيب متعمدة أم لا، "فجورج بوش أقنع نفسه، كذبا، بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل ليبرر لنفسه توجيه ضربات عسكرية لهذا البلد الذي لم يكن يمتلك أيا من هذه الأسلحة" وفقا للبروفيسور جاليوتي.
ورغم اهتمامها بالأكاذيب التي روجتها الإدارة الأمريكية على العراق، لم تأت الدراسة على ذكر أي من الأكاذيب الخاصة بالقادة العرب، وخاصة ادعاء صدام حسين تغلبه على الجيش الأمريكي، وزعم الجيوش العربية أنها قادرة على التصدي لإسرائيل وغيرها.
وأضافت جاليوتي، وهي أستاذة متخصصة في علم السياسة: "من الأمثلة الأخرى الشهيرة، إنكار الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، علاقته مع المتدربة مونيكا لوينسكي، وادعاء الرئيس السابق، ريتشارد نيكسون، براءته من فضيحة (ووترغيت) التي قضت على مستقبله كرئيس".
وتؤكد الدراسة أن البشر جميعا لديهم القدرة على تمييز الحقائق وكشف الكذب، لكن الأخطر دائما هو لجوء الشخص إلى الكذب على نفسه وإقناع نفسه بأن ما يروجه هو شخصيا من أكاذيب ليس إلا حقائق دامغة.
ظل سيلفيو بيرلسكوني، رئيس وزراء إيطاليا الأسبق، ينفي علاقته الجنسية بالقاصر روبي رغم ثبوت التهمة عليه بطرق مختلفة. المشكلة إذن ليست في أنه يكذب أو يصدق أكاذيبه، وإنما في أنه يواصل الادعاء بأنه لا يكذب حتى بعد ثبوت التهمة عليه.
ويعرف المهتمون بالسياسة الكثير من الفضائح المالية والجنسية لزعماء كبار حول العالم، افتضح بعضها بالفعل ولا زال أغلبها غير معروف للناس.
وتقول جاليوتي: "إن السياسي الناجح في إقناع الناس هو الأكثر نجاحا في إظهار اقتناعه الشخصي بما يقول، وكل من يمتلك هذه المهارات يمكن أن يصبح سياسيا لامعا في وقت قصير في الأغلب، لكن مع مرور الوقت وانفضاح بعض الأكاذيب على السياسي أن يكون لماحا وذكيا ومتنبها دائما".