بيّنت دراسة حديثة أن حصيلة الوفيات من موجات الحرارة سترتفع نسبتها إلى 2000 في المائة في بعض أجزاء من العالم بحلول عام 2080، وإن أجزاء كبيرة من نصف الكرة الأرضية الشمالي ستشهد درجات حرارة مرتفعة وغير اعتيادية.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها مجلة PLOS Medicine على موقعها الإلكتروني أمس، إن هذا هو أكبر عدد من الوفيات التي من المتوقع أن تنجم عن موجات الحر التي سيزداد تكرارها وشدتها.
تركزت الدراسة التي شارك فيها خبراء وأكاديميون من أكثر من جامعة في بريطانيا وأستراليا وتشيلي والبرازيل وكندا وتايلند وغيرها، على تحديد مقدار الوفيات الزائدة المرتبطة بموجات الحرارة في ظل سيناريوهات تغير المناخ، في 20 دولة في أربع قارات.
ووجدت الدراسة أن ارتفاع معدل الوفيات من المرجح أن يكون أعلى مستوى قرب خط الاستواء. ولفتت إلى أن كولومبيا ستعاني من الضرر الأشد مع ارتفاع نسبة الوفيات المبكرة لديها 2000 في المائة بسبب الحرارة الشديدة خلال الفترة من 2031 إلى 2080، مقارنة بالفترة بين عامي 1971 إلى 2010.
ورأت أن البلدان الواقعة أبعد من خط الاستواء مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية ستشهد ارتفاعات أقل بالحرارة. كما رجحت أن تشهد الفيليبين والبرازيل زيادات كبيرة في أعداد الوفيات المبكرة.
ووجدت الدراسة أنه حتى في ظل أفضل السيناريوهات، حيث يتم الحد من انبعاثات الاحتباس الحراري وزيادة عدد السكان، ستزداد الوفيات.
واعتمد الباحثون على البيانات التاريخية الخاصة بنماذج المناخ لتقدير درجات الحرارة في المستقبل. واستنتجوا أن الحاجة ملحة لاتخاذ تدابير الآن لتجنب أزمة صحية عامة في المستقبل.
وقال الأستاذ المساعد بجامعة موناش بأستراليا، يومنغ غواه، في بيان، نشره موقع "تومسون رويترز"، "إن موجات الحرارة المستقبلية على وجه الخصوص ستكون أكثر تكراراً وأكثر كثافة وستستمر لفترة أطول".
وأضاف "إذا لم نتمكن من إيجاد طريقة للتخفيف من تغير المناخ، وتقليل أيام الموجات الحارة، ومساعدة الناس على التكيف مع موجات الحر، ستكون هناك زيادة كبيرة في الوفيات المرتبطة بالموجات الحارة في المستقبل".
وهيمنت موجات الحر التي تجتاح نصف الكرة الشمالي على الأخبار في الأسابيع الأخيرة، ونتج عنها سقوط عشرات الوفيات في العالم.
(العربي الجديد)