ساوث ويدبي، بلدة أميركية صغيرة تقع في الجزء الجنوبي من جزيرة ويدبي التابعة لولاية واشنطن على الساحل الأميركي الغربي. هذه البلدة مميزة في كونها مكاناً يعكس صورة الولايات المتحدة ككلّ في مزيجه البشري المختلف عرقياً وسياسياً، حتى أنّ سكانها غالباً ما لا يتفقون على شيء، مع ذلك تمكنوا من الاتفاق على صيغة فعالة للتعايش، بحسب موقع مجلة "ريدرز دايجست".
في بلدة ساوث ويدبي 15 ألفاً من السكان. من بين هؤلاء جمهوريون وديمقراطيون، أغنياء وفقراء، شباب ومسنون، مزارعون وموظفون، ومختلف أشكال الاختلافات حتى في الآراء الشخصية، إذ إنّ من النادر اتفاق شخصين على رأي واحد موحد فيها. تمتد الخلافات بينهم حول كلّ شيء، شأنهم شأن المجتمع الأميركي الأوسع: كيف سننظم قوانين الصيد؟ أين يجب أن ننصب عمود إرسال الهاتف المحمول؟ ما الذي يتوجب بنا فعله تجاه الأرانب البرية؟ وغيرها من قضايا خلافية نابعة من مجتمعهم وبيئتهم.
مع ذلك، فإنّ سكان البلدة مميزون في كونهم يتجاوزون كلّ الخلافات عندما يحتاج أحدهم إلى مساعدة بصرف النظر عمّا يؤمن به أو يفكر، بحسب سوزان نيكربوكر، وهي من سكان البلدة. توافق صديقتها كاثي ماكآيب: "مجتمعنا يخطو دائماً خطوة متقدمة عندما يتعلق الأمر بحاجة أحدنا إلى المساعدة. نحن نهتم ببعضنا بعضاً، فإذا تلقينا رسالة بحاجة أحدنا إلى مساعدة وصلنا إليه فوراً".
يشير البعض إلى أنّ السرّ في ذلك عائد إلى كونهم سكان جزيرة، وما في ذلك من رمزية: "سكان الجزر لا يستطيعون الهرب من مشاكلهم إلى مكان آخر، عليهم أن يحلّوها على جزيرتهم بالذات". وهو ما يفعله أهل ساوث ويدبي من خلال صيغة تجمع ما بين روح الحياة المدنية المتحضرة واللطف والحب.
لكنّ ماكآيب (66 عاماً)، التي جاءت إلى الجزيرة مع شقيقها قبل 40 عاماً وأسسا متجراً للخردة أحرقه موظف ساخط لاحقاً، لها وجهة نظر مختلفة. تشير إلى أنّ السكان جميعهم ساعدوا في إعادة النهوض بالمتجر، وعلى هذا الأساس تؤكد أنّ ما يتميز به أهل البلدة هو "روح المبادرة". تشرح: "لا يحبّ الناس هنا انتظار حلّ المشكلة من الخارج، بل يبادرون بأنفسهم إلى الحلّ".
مهما كانت الخلافات في الآراء كثيرة فهي تقدم صورة مثلى عن مجتمع متعدد قادر على الاتفاق والتعايش من خلال صيغة تعايش مشتركة قائمة على مساعدة الغير بالذات حتى لو كان مختلفاً عنك. هي الروح التي تجذرت في ثقافة أهل ساوث ويدبي ومجتمعها حتى باتت ميزة أصيلة فيها دفعت إلى وصول البلدة لقائمة نهائية من 10 بلدات ومدن تنافس على لقب "أجمل مكان في أميركا".
اقــرأ أيضاً
في بلدة ساوث ويدبي 15 ألفاً من السكان. من بين هؤلاء جمهوريون وديمقراطيون، أغنياء وفقراء، شباب ومسنون، مزارعون وموظفون، ومختلف أشكال الاختلافات حتى في الآراء الشخصية، إذ إنّ من النادر اتفاق شخصين على رأي واحد موحد فيها. تمتد الخلافات بينهم حول كلّ شيء، شأنهم شأن المجتمع الأميركي الأوسع: كيف سننظم قوانين الصيد؟ أين يجب أن ننصب عمود إرسال الهاتف المحمول؟ ما الذي يتوجب بنا فعله تجاه الأرانب البرية؟ وغيرها من قضايا خلافية نابعة من مجتمعهم وبيئتهم.
مع ذلك، فإنّ سكان البلدة مميزون في كونهم يتجاوزون كلّ الخلافات عندما يحتاج أحدهم إلى مساعدة بصرف النظر عمّا يؤمن به أو يفكر، بحسب سوزان نيكربوكر، وهي من سكان البلدة. توافق صديقتها كاثي ماكآيب: "مجتمعنا يخطو دائماً خطوة متقدمة عندما يتعلق الأمر بحاجة أحدنا إلى المساعدة. نحن نهتم ببعضنا بعضاً، فإذا تلقينا رسالة بحاجة أحدنا إلى مساعدة وصلنا إليه فوراً".
يشير البعض إلى أنّ السرّ في ذلك عائد إلى كونهم سكان جزيرة، وما في ذلك من رمزية: "سكان الجزر لا يستطيعون الهرب من مشاكلهم إلى مكان آخر، عليهم أن يحلّوها على جزيرتهم بالذات". وهو ما يفعله أهل ساوث ويدبي من خلال صيغة تجمع ما بين روح الحياة المدنية المتحضرة واللطف والحب.
لكنّ ماكآيب (66 عاماً)، التي جاءت إلى الجزيرة مع شقيقها قبل 40 عاماً وأسسا متجراً للخردة أحرقه موظف ساخط لاحقاً، لها وجهة نظر مختلفة. تشير إلى أنّ السكان جميعهم ساعدوا في إعادة النهوض بالمتجر، وعلى هذا الأساس تؤكد أنّ ما يتميز به أهل البلدة هو "روح المبادرة". تشرح: "لا يحبّ الناس هنا انتظار حلّ المشكلة من الخارج، بل يبادرون بأنفسهم إلى الحلّ".
مهما كانت الخلافات في الآراء كثيرة فهي تقدم صورة مثلى عن مجتمع متعدد قادر على الاتفاق والتعايش من خلال صيغة تعايش مشتركة قائمة على مساعدة الغير بالذات حتى لو كان مختلفاً عنك. هي الروح التي تجذرت في ثقافة أهل ساوث ويدبي ومجتمعها حتى باتت ميزة أصيلة فيها دفعت إلى وصول البلدة لقائمة نهائية من 10 بلدات ومدن تنافس على لقب "أجمل مكان في أميركا".