بادرت الدوحة إلى خطوة دبلوماسية متقدمة باتجاه عمّان، اليوم الأربعاء، على الرغم من تخفيض الحكومة الأردنية علاقاتها مع نظيرتها القطرية، وسحب سفيرها من الدوحة، والطلب من السفير القطري في عمّان المغادرة مع اشتعال الأزمة الخليجية، في يونيو/ حزيران العام الماضي.
وقد تمثلت الخطوة في الرسالة الشفوية التي بعث بها أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، والتي قالت وكالة الأنباء القطرية (قنا) إنها "تتصل بالعلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها".
وقد نقل رسالة الشيخ تميم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال الزيارة المفاجئة التي قام بها إلى العاصمة الأردنية، رفقة وزير المالية، علي شريف العمادي، وقد استقبلهما الملك عبدالله الثاني.
وبحسب "قنا"، فقد وجّه أمير قطر، بتوفير 10 آلاف فرصة عمل في دولة قطر لشباب وشابات المملكة الأردنية، بالإضافة إلى استثمار 500 مليون دولار في مشاريع البنية التحتية والسياحة في الأردن، الأمر الذي من شأنه إنعاش الاقتصاد الأردني والمساهمة في تنميته بشكل مستدام.
— أحمد بن سعيد الرميحي (@aromaihi) 13 juin 2018" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتعدّ زيارة الوزيرين القطريين إلى عمّان الأولى منذ تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مستوى قائم بالأعمال، وإغلاق مكاتب شبكة "الجزيرة" في العاصمة الأردنية في شهر يونيو/ حزيران العام الماضي، بعد اندلاع الأزمة الخليجية.
وتأتي الخطوة القطرية بعد يومين من انعقاد قمة مكة المكرمة الرباعية التي استضافها العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، وضمّت نظيره الأردني وأمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، ونائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن راشد، وتم فيها الإعلان عن تقديم حزمة مساعدات للأردن بقيمة 2.5 مليار دولار.
وقد تعرّضت عمّان لضغوط من قبل الرياض وأبوظبي لقطع علاقاتها مع الدوحة، ولمنع أي تطوير للعلاقات الأردنية القطرية، لكن الأردن اكتفى بتخفيض العلاقات.
وكانت قد تردّدت أنباء، لم يتم تأكيدها رسمياً، عن لقاءين تم عقدهما بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والعاهل الأردني عبدالله الثاني بنيويورك في سبتمبر/ أيلول 2017، وكذلك لقاء آخر على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في إسطنبول، للبحث في قضية نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.
وزار وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأردني، عادل الطويسي، الدوحة، في شهر إبريل/ نيسان الماضي، لإلقاء محاضرة في معهد الدوحة للدراسات العليا.
وكان أعضاء في مجلس النواب الأردني قد وقّعوا على رسالة إلى رئيس مجلس النواب، عاطف الطراونة، يطالبون فيها بالعمل على إعادة السفير الأردني إلى الدوحة.
وجاء في الرسالة أن "الموقف الأردني المتمثل في الوقوف إلى جانب الأشقاء يستدعي العمل على تقريب وجهات النظر بين دول الخليج بالأزمة الحالية، والبدء بالعمل على عودة السفير الأردني في قطر إلى الدوحة".
وتحدثت أوساط سياسية أردنية عن أن عمّان تبحث سبل إعادة إحياء علاقاتها بالدوحة، خاصة مع توجه الحكومة لفتح أبواب جديدة للتجارة والاستثمار، ولا سيما مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في الأردن، التي أدّت إلى موجة غير مسبوقة من الضرائب ورفع أسعار شملت سلعاً وخدمات أساسية.