دعوات لتشكيل حكومة طوارئ في العراق

تثير القرارات السريعة التي يتّخذها رئيس الحكومة العراقيّة حيدر العبادي، استياء بعض الكتل السياسيّة، والتي تعدّها قرارات غير مدروسة، مؤكّدة أنّ العبادي لم يستطع تحقيق شيء من وعوده، مطالبة بتشكيل حكومة طوارئ بدلا من الترشيقات الوزاريّة التي يطلقها بين فترة وأخرى.

 وقال رئيس كتل مستقلّون النيابيّة، المنضوية ضمن التحالف الوطني الحاكم في البلاد، صادق اللبان لـ"العربي الجديد"، إن "قرار العبادي بإجراء التعديل الوزاري لن يكون ذا جدوى للتخلّص من الأزمات السياسيّة"، مبينا أنّ "القرار بمثابة رمي الكرة بملعب الكتل السياسيّة وتحميلها مسؤوليّة الأزمات من خلال اختيارها وزراء غير كفوئين في الحكومة الحاليّة".

 وأضاف، أنّ "القرار في حال فشل العبادي بتنفيذه، ولم يكن له جدوى أو نتائج ملموسة على الأرض، فإنّ العبادي سيتحمل لوحده نتائج الفشل وسيؤدي بالتالي الى فشل الحكومة".

ودعا العبادي إلى "تشكيل حكومة طوارئ وإجراء تغيير وزاري شامل يشمل جميع الوزراء بدون استثناء، الأمر الذي قد لا يؤثر على الكتل السياسيّة وعلاقتها بالحكومة من خلال التعامل مع جميع الكتل بطريقة واحدة".

 وأشار إلى أنّ "البلد يحتاج إلى خطوات عملية وجريئة، لإنقاذه من أزماته خصوصا الاقتصاديّة والأمنيّة"، مشدّدا على "ضرورة التعامل بحزم مع كل الملفات والعمل على إنقاذ البلد".

 واعتبر أنّ "رئيس الحكومة لم يستطع طوال الفترة الماضية تنفيذ وعوده بالإصلاحات ولم يقدّم شيئا منها سوى الوعود، على الرغم من التأييد الذي حظي به من المرجعيّة الدينية والبرلمان والكتل السياسيّة".

من جهته، أكّد النائب عن دولة القانون، صلاح عبد الرزاق، أنّ "قرار العبادي الأخير لم يكن بعلم حزب الدعوة، وأنّه (العبادي) لم يبلغنا بتفاصيله خلال الاجتماع الأخير معه".

وقال عبد الرزاق، خلال بيان صحافي، إنّ "ائتلاف دولة القانون سبق أن دعا مرارا إلى تشكيل حكومة تكنوقراط"، مؤكّدا أنّ "قرار التغيير الوزاري جاء متأخرا وكان من المفترض أن يتخذ مع بداية الإصلاحات التي أطلقها العبادي".

بدوره، أكّد المتحدّث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أنّ "العبادي يسعى لتشكيل الحكومة من وزراء خارج الأحزاب".

 وقال الحديثي، خلال حديثه لـ"العراقي الجديد"، إنّ "العبادي سيعلن عن الوزراء الجدد بعد الحصول على موافقة البرلمان"، وأكّد أنّ "العبادي سيحصل على موافقة الكتل السياسيّة قبل تنفيذ القرار، ولن يكون هناك أي تغيير ما لم توافق الكتل".

 يشار إلى أنّ رئيس الحكومة حيدر العبادي دعا، أول أمس الثلاثاء، الى تغيير وزاري شامل ، داعيا البرلمان إلى دعمه.