انتهت، ظهر اليوم، مراسيم دفن الرئيس الإسرائيلي التاسع، شمعون بيريز، بمشاركة العشرات من الرؤساء والزعماء الدوليين، وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، والأمير تشارلز، والملك فيليب، ووزير خارجية بريطانيا، بوريس جونسون، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.
وجرت المراسيم على جبل تطلق عليه دولة الاحتلال جبل هرتسل، حيث قبر مؤسس الحركة الصهيونية، ثيودور هرتسل، وسط إجراءات أمنية مشددة، مع اقتصار كلمات تأبين بيريز على ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، هم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، رئيس الدولة رؤبين ريفلين، ورئيس الكنيست يولي إدلشتاين، ونجلا بيريز وابنته، والرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، إلى جانب الرئيس الحالي، باراك أوباما.
وكما كان متوقعا، وظف نتيناهو المناسبة للتأكيد على علاقته ببيريز، لا سيما بعد سقوط أخيه يونتان في عملية أنتيبي في أوغندا، والتي صادق على إطلاقها شمعون بيريز عندما كان وزيرا للدفاع، ثم انتقل للحديث عن بيريز كمن يسعى للسلام دائما، بينما وصف نفسه بأنه على العكس من بيريز يعتبر أن "القوة والأمن هي الضمان للسلام، وأنه لا مكان للضعفاء في الشرق الأوسط".
وتحدث المسؤولون الإسرائيليون، نتنياهو وريفلين وإدلشتاين، عن أن بيريز "من الآباء المؤسسين لدولة إسرائيل"، كما أبرزوا دوره في بناء وتسليح جيش الاحتلال، وبناء قوته "لأجيال قادمة"، بحسب تعبير نتنياهو، في إشارة إلى الترسانة النووية التي تملكها إسرائيل.
أما الرئيس الأميركي فواصل هو الآخر مسلسل تصوير بيريز كحمامة سلام، والادعاء بأنه "لم يحظ برؤية حلمه في السلام يتحقق"، معتبرا أن بيريز بيّن أن "العدل والأمل هما في صميم الفكر الصهيوني"، لافتا إلى أن "سعي بيريز للسلام كان باعتبار السلام وقيام الدولة الفلسطينية الضمانة الوحيدة لأمن إسرائيل كدولة يهودية".
ومن المقرر أن يعقد نتنياهو، اليوم، سلسلة من اللقاءات مع عدد من الرؤساء الذين وصلوا للمشاركة في جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق، ومن بينهم الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، والرئيس الأوكراني، بيترو بورشينكو، ووزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ورئيس الحكومة الكندية، جاستين ترودو.
وأعلن بيان صادر عن ديوان رئيس حكومة الاحتلال أنه التقى أمس مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فدريكا موغريني، وبحث معها "سبل دفع المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين". كما التقى بالرئيس الأميركي السابق كلينتون.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، وصل أمس إلى تل أبيب للمشاركة في تشييع بيريز. كما وصل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، هو الآخر للمشاركة في التشييع، على رأس وفد، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه النواب العرب في الداخل الفلسطيني عن مقاطعتهم، بسبب تاريخ بيريز الحافل بالجرائم ضد الشعب الفلسطيني، ومسؤوليته عن مجزرة قانا في لبنان عام 1996، ودعمه المطلق لسياسات نتنياهو في سنواته الأخيرة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن نحو سبعين وفداً أجنبياً وصل للمشاركة في جنازة بيريز.