20 نوفمبر 2024
دقيقتان مع ونستون تشرشل
ونستون تشرشل شخصية من أعظم الشخصيات في القرن العشرين، وقليلون هم الذين يُضارعونه في تعدد مواهبه، فهو خطيب، وكاتب، وسياسي، وجندي، وبحار، وفنان، وبناء، ومصور، استحوذ على إعجاب الجماهير واهتمامهم الدائم. وتشرشل من أبرز الرجال الذين لولاهم لتغير وجه التاريخ الحديث.
في أحد أيام ديسمبر/ كانون الأول 1941، وبعد انتهاء ونستون تشرشل من إلقاء خطابه في مجلس العموم الكندي في أوتاوا، وذلك من أجل حشد الحكومات في أميركا الشمالية ضد ألمانيا النازية، وأثناء وجوده في أروقة مبنى البرلمان، فوجئ بأحد المصورين الشباب يطلب منه التصوير، فاغتاظ جداً، وانفعل لعدم أخذ إذن مسبق، ولكنه وافق في النهاية على مضض، ثم قال للشاب في غضب: سأمنحك دقيقتين فقط لا غير، أسرع أيها الشاب.
وشرع في إشعال سيجاره الشهير وهو يُزمجر متذمراً: لماذا لم يطلعني أحد على هذا؟ ولكن المصور الفوتوغرافي الأرمني السوري "يوسف كرش" لم يعبأ بما كان تشرشل يقوله، وطلب منه أن يطفئ سيجاره، فلم يكن يريد تصوير رئيس وزراء بريطانيا بطريقة تقليدية يظهر فيها كما ظهر في كثير من الصور ممسكاً بسيجاره، تقدم المصور الشاب من رئيس وزراء بريطانيا ممسكاً مطفأة سجائر، ولكن تشرشل استمر في التدخين ورفض طلب المصور إزالة السيجار من فمه.
عندئذ اقترب المصور من الرجل العظيم وقال له: "اعذرني يا سيدي"، وبهدوء انتزع السيجار من بين شفتي تشرشل، وبينما كان تشرشل بين الحيرة والاندهاش من هذا الفعل المفاجئ من جانب الشاب الشجاع، كان يوسف كرش أمام الكاميرا يلتقط الصورة بمهارة الفوتوغرافي القدير.
وسجل المصور المحترف يوسف كرش هذه الدقائق مع ونستون تشرشل في أول كتاب نشره عام 1946 تحت عنوان "وجوه القدر"، قال فيه: "لم يكن تشرشل في حالة مزاجية تسمح بالتصوير، ودقيقتان هما كل ما سمح لي بهما من وقته، كانت الدقيقتان ضئيلتين جداً، ويجب علي فيهما أن أحاول أن أضع على الفيلم رجلاً كان بالفعل قد كتب وكتبت عنه مكتبة كاملة، رجلاً حيّر كل كتاب سيرته، وملأ العالم قاطبة بشهرته.
نظر تشرشل إلى كاميرتي كما لو أنه كان ينظر إلى عدو ألماني، وبالغريزة قمت بإزالة السيجار من فمه، وفي هذه اللحظة ازداد عبوس تشرشل عمقاً، كان رأسه مدفوعاً إلى الأمام على نحو قتالي، وقد وضع يده على وركه في موقف ينم عن الغضب".
أحس تشرشل بأنها كانت صورة نادرة، فقال للمصور الشاب وقد تغير مزاجه فجأة: "بإمكانك حتى أن تجعل من أسد يزأر يقف ساكناً ليُصوَّر". وقد دفع هذا التشجيع المصور الشاب ليلتقط صورة أخرى.
نعم هذه الصورة الأخرى هي ذلك البورتريه الشهير لرئيس الوزراء البريطاني الجالس على كرسيه، والتي انتشرت في أنحاء العالم قاطبة، وقد اعترف تشرشل بعد ذلك بجمال وروعة ذلك البورتريه الذي استخدم آنذاك على طوابع البريد في ستة على الأقل من دول الكومنولث.
ملحة الختام: حدث حين كان يلقي كلمة في البرلمان عن حرية المرأة والقوانين الخاصة بالنساء في بريطانيا، أن بالغ بعض الشيء، وشنّ بكلامه حملة على المرأة، دفعت بإحدى النائبات إلى أن تصيح به: "لو كنت زوجي لوضعت لك السم في القهوة لأتخلص منك". وبسرعة أجابها تشرشل: "لو كنت زوجك لشربتها فوراً".
في أحد أيام ديسمبر/ كانون الأول 1941، وبعد انتهاء ونستون تشرشل من إلقاء خطابه في مجلس العموم الكندي في أوتاوا، وذلك من أجل حشد الحكومات في أميركا الشمالية ضد ألمانيا النازية، وأثناء وجوده في أروقة مبنى البرلمان، فوجئ بأحد المصورين الشباب يطلب منه التصوير، فاغتاظ جداً، وانفعل لعدم أخذ إذن مسبق، ولكنه وافق في النهاية على مضض، ثم قال للشاب في غضب: سأمنحك دقيقتين فقط لا غير، أسرع أيها الشاب.
وشرع في إشعال سيجاره الشهير وهو يُزمجر متذمراً: لماذا لم يطلعني أحد على هذا؟ ولكن المصور الفوتوغرافي الأرمني السوري "يوسف كرش" لم يعبأ بما كان تشرشل يقوله، وطلب منه أن يطفئ سيجاره، فلم يكن يريد تصوير رئيس وزراء بريطانيا بطريقة تقليدية يظهر فيها كما ظهر في كثير من الصور ممسكاً بسيجاره، تقدم المصور الشاب من رئيس وزراء بريطانيا ممسكاً مطفأة سجائر، ولكن تشرشل استمر في التدخين ورفض طلب المصور إزالة السيجار من فمه.
عندئذ اقترب المصور من الرجل العظيم وقال له: "اعذرني يا سيدي"، وبهدوء انتزع السيجار من بين شفتي تشرشل، وبينما كان تشرشل بين الحيرة والاندهاش من هذا الفعل المفاجئ من جانب الشاب الشجاع، كان يوسف كرش أمام الكاميرا يلتقط الصورة بمهارة الفوتوغرافي القدير.
وسجل المصور المحترف يوسف كرش هذه الدقائق مع ونستون تشرشل في أول كتاب نشره عام 1946 تحت عنوان "وجوه القدر"، قال فيه: "لم يكن تشرشل في حالة مزاجية تسمح بالتصوير، ودقيقتان هما كل ما سمح لي بهما من وقته، كانت الدقيقتان ضئيلتين جداً، ويجب علي فيهما أن أحاول أن أضع على الفيلم رجلاً كان بالفعل قد كتب وكتبت عنه مكتبة كاملة، رجلاً حيّر كل كتاب سيرته، وملأ العالم قاطبة بشهرته.
نظر تشرشل إلى كاميرتي كما لو أنه كان ينظر إلى عدو ألماني، وبالغريزة قمت بإزالة السيجار من فمه، وفي هذه اللحظة ازداد عبوس تشرشل عمقاً، كان رأسه مدفوعاً إلى الأمام على نحو قتالي، وقد وضع يده على وركه في موقف ينم عن الغضب".
أحس تشرشل بأنها كانت صورة نادرة، فقال للمصور الشاب وقد تغير مزاجه فجأة: "بإمكانك حتى أن تجعل من أسد يزأر يقف ساكناً ليُصوَّر". وقد دفع هذا التشجيع المصور الشاب ليلتقط صورة أخرى.
نعم هذه الصورة الأخرى هي ذلك البورتريه الشهير لرئيس الوزراء البريطاني الجالس على كرسيه، والتي انتشرت في أنحاء العالم قاطبة، وقد اعترف تشرشل بعد ذلك بجمال وروعة ذلك البورتريه الذي استخدم آنذاك على طوابع البريد في ستة على الأقل من دول الكومنولث.
ملحة الختام: حدث حين كان يلقي كلمة في البرلمان عن حرية المرأة والقوانين الخاصة بالنساء في بريطانيا، أن بالغ بعض الشيء، وشنّ بكلامه حملة على المرأة، دفعت بإحدى النائبات إلى أن تصيح به: "لو كنت زوجي لوضعت لك السم في القهوة لأتخلص منك". وبسرعة أجابها تشرشل: "لو كنت زوجك لشربتها فوراً".