في ظل حرارة الصراعات في المناطق الأخرى، استشعر أهالي مدينة المكلا وما جاورها من سواحل جنوب اليمن خطر إعصار "تشابالا" مبكراً. فتحركت المبادرات الشبابية والأهلية المحلية لتعوّض العجز الناتج عن غياب الدولة منذ أشهر طويلة.
ونتيجة لهذا التحرك السريع، نجحت هذه المناطق في الحفاظ على السكان والأرواح. ومع ذلك، لم تسلم المنازل والممتلكات، فقد أدت الفيضانات المرافقة للإعصار إلى تدمير عشرات منها بشكل جزئي، فيما تضررت الطرقات وبعض المرافق الخدمية الأخرى. فقد استفاق سكان المكلا، صباح أمس الثلاثاء، على دمار متوسط أصاب في معظمه الجزء المحاذي للساحل. وأقفلت بعض الطرقات نتيجة سقوط الأشجار أو استقرار بعض الصخور الكبيرة فيها بعدما غمرتها السيول المتدفقة من الوديان.
تتابع عينا طه باخشوين سيارته بحزن بعدما جرفها السيل بعيداً. غمرتها المياه وتهشّم الزجاج الأمامي وبعض الجوانب. يقول: "حذرني بعض الأصدقاء من تركها في الحي، لكني لم أتوقع أن تصل المياه إلى هذا الشارع". ويشير إلى أنّ سيارات المبادرات كانت تجوب المكلا وتحذر المواطنين من البقاء إلى جانب السواحل، لكنّه كان يعتقد أنّ في الأمر مبالغة.
إلى ذلك، تصف غيداء محمد الساعات الأخيرة في المكلا بـ "المرعبة". وبالرغم من أنّها تعيش في منطقة مرتفعة عن سطح البحر وبعيدة عن الخطر، إلاّ أنها تؤكد أنّ أصوات الرياح والتحطيم كانت مرعبة: "كنت أتابع الأعاصير في البرامج الوثائقية والأفلام، لكني هذه المرّة شاهدتها على أرض الواقع. فالأشجار كانت تُقتلع من الأرض بفعل الرياح الشديدة". وتضيف أنّها وبقية أفراد أسرتها كانوا يتضرعون إلى الله ألا يمسهم ضرر. وتلفت أنّ الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي فاقم المخاوف.
وشهدت مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت مساء الإثنين وصباح الثلاثاء، أمطاراً غزيرة مصحوبة برياح شديدة، وسط انقطاع تام للتيار الكهربائي وموجة نزوح كبيرة. واستمرت الرياح والأمطار ساعات طويلة ومتواصلة، ما أدى إلى تضرر العديد من المنازل وسقوط أسلاك الكهرباء، وسط حالة هلع بين المواطنين. ونزحت أكثر من 3 آلاف أسرة وأدى الإعصار إلى إصابة بعض المواطنين ومن بينهم امرأة، فيما لم تسجل حتى أمس أيّ حالة وفاة.
أما في محافظة جزيرة سقطرى على المحيط الهندي، فقد غادرها "تشابالا" مخلفاً دماراً واسعاً في الممتلكات والمنازل. كما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من المواشي والطيور المنزلية من دون تسجيل ضحايا بين المدنيين. ويعدد المواطن أكرم خميس الأضرار التي لحقت به، ومنها تهدم منزله بشكل جزئي ونفوق جزء من المواشي التي يملكها بالإضافة إلى اقتلاع عدد كبير من أشجار النخيل في مزرعته.
تعيش أسرة خميس اليوم نازحة في مدرسة الزهراء في الجزيرة، بعدما فقدت منزلها الكائن في حي 14 أكتوبر بمركز الجزيرة حديبو. يقول لـ"العربي الجديد": " سجلنا أسماءنا لدى لجنة حصر الأضرار في الجزيرة، لكننا لا نعلم إن كانت الجهات الحكومية ستقدم لنا التعويضات أم لا". ويشير إلى أنه خسر عدداً من الأغنام والكثير من أشجار النخيل المثمر التي تساعده وأسرته على العيش.
كذلك، دمر الإعصار عشرات القوارب الخاصة بالصيادين، وتسبب بخروج اللسان البحري لميناء "حولاف" عن الجاهزية، وتدمير الرصيف البحري. وهذا الميناء هو الرئة التي تتنفس منها سقطرى، فكل المؤن التي تأتي عن طريق البحر تعبر منه.
على المستوى الرسمي، يؤكد وزير الثروة السمكية فهد كفاين، وهو عضو غرفة العمليات التي شكلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لمواجهة أضرار الإعصار، أنّ "تشابالا" ضرب المناطق الشرقية والوسطى للجزيرة، والتي من بينها مدن حديبو وقلنسية وبعض القرى المجاورة التي يسكنها أكثر من 50 ألف نسمة.
ويضيف كفاين لـ "العربي الجديد" أنّ "السلطات المحلية أجلت مئات الأسر من منازلها لإيوائها في المدارس والكليات ومبنى مستشفى 22 مايو في الجزيرة". كما يشير إلى الحاجة الماسة للأغذية والبطانيات والطواقم الطبية والأدوية. ويحذر من انتشار الأمراض في حال لم يتم تحسين أوضاع النازحين، ولم تُحلّ مشاكل الإيواء.
وبحسب وثيقة رسمية صادرة عن محافظ جزيرة سقطرى، فإنّ الإحصائيات الأولية تشير إلى أنّ عدد الأسر التي أخليت منازلها في كلّ من حديبو وقاصب وموري ونوجهر وسرهن وسوق ودحيمض، بلغ نحو ألفي أسرة بما يصل إلى نحو عشرة آلاف فرد. كما تشير إلى أنّ عدد المنازل المهدمة نحو 80 منزلاً. ومع ذلك، تعتبر هذه المعلومات غير نهائية، فقد أشارت مصادر محلية أخرى إلى تهدم 117 منزلاً بشكل كلي و612 منزلاً بشكل جزئي، بالإضافة إلى فقدان وتحطم 203 قوارب صيد مع محركاتها وكافة معداتها.
وكانت جزيرة سقطرى قد خرجت من دائرة خطر الإعصار مع الساعات الأخيرة ليوم الإثنين، مع استمرار ارتفاع الأمواج. كما وصلت صباح أمس طائرات عمانية إلى مطار الجزيرة تحمل مواد غذائية وطبية وإغاثية.
ونتيجة لهذا التحرك السريع، نجحت هذه المناطق في الحفاظ على السكان والأرواح. ومع ذلك، لم تسلم المنازل والممتلكات، فقد أدت الفيضانات المرافقة للإعصار إلى تدمير عشرات منها بشكل جزئي، فيما تضررت الطرقات وبعض المرافق الخدمية الأخرى. فقد استفاق سكان المكلا، صباح أمس الثلاثاء، على دمار متوسط أصاب في معظمه الجزء المحاذي للساحل. وأقفلت بعض الطرقات نتيجة سقوط الأشجار أو استقرار بعض الصخور الكبيرة فيها بعدما غمرتها السيول المتدفقة من الوديان.
تتابع عينا طه باخشوين سيارته بحزن بعدما جرفها السيل بعيداً. غمرتها المياه وتهشّم الزجاج الأمامي وبعض الجوانب. يقول: "حذرني بعض الأصدقاء من تركها في الحي، لكني لم أتوقع أن تصل المياه إلى هذا الشارع". ويشير إلى أنّ سيارات المبادرات كانت تجوب المكلا وتحذر المواطنين من البقاء إلى جانب السواحل، لكنّه كان يعتقد أنّ في الأمر مبالغة.
إلى ذلك، تصف غيداء محمد الساعات الأخيرة في المكلا بـ "المرعبة". وبالرغم من أنّها تعيش في منطقة مرتفعة عن سطح البحر وبعيدة عن الخطر، إلاّ أنها تؤكد أنّ أصوات الرياح والتحطيم كانت مرعبة: "كنت أتابع الأعاصير في البرامج الوثائقية والأفلام، لكني هذه المرّة شاهدتها على أرض الواقع. فالأشجار كانت تُقتلع من الأرض بفعل الرياح الشديدة". وتضيف أنّها وبقية أفراد أسرتها كانوا يتضرعون إلى الله ألا يمسهم ضرر. وتلفت أنّ الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي فاقم المخاوف.
وشهدت مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت مساء الإثنين وصباح الثلاثاء، أمطاراً غزيرة مصحوبة برياح شديدة، وسط انقطاع تام للتيار الكهربائي وموجة نزوح كبيرة. واستمرت الرياح والأمطار ساعات طويلة ومتواصلة، ما أدى إلى تضرر العديد من المنازل وسقوط أسلاك الكهرباء، وسط حالة هلع بين المواطنين. ونزحت أكثر من 3 آلاف أسرة وأدى الإعصار إلى إصابة بعض المواطنين ومن بينهم امرأة، فيما لم تسجل حتى أمس أيّ حالة وفاة.
أما في محافظة جزيرة سقطرى على المحيط الهندي، فقد غادرها "تشابالا" مخلفاً دماراً واسعاً في الممتلكات والمنازل. كما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من المواشي والطيور المنزلية من دون تسجيل ضحايا بين المدنيين. ويعدد المواطن أكرم خميس الأضرار التي لحقت به، ومنها تهدم منزله بشكل جزئي ونفوق جزء من المواشي التي يملكها بالإضافة إلى اقتلاع عدد كبير من أشجار النخيل في مزرعته.
تعيش أسرة خميس اليوم نازحة في مدرسة الزهراء في الجزيرة، بعدما فقدت منزلها الكائن في حي 14 أكتوبر بمركز الجزيرة حديبو. يقول لـ"العربي الجديد": " سجلنا أسماءنا لدى لجنة حصر الأضرار في الجزيرة، لكننا لا نعلم إن كانت الجهات الحكومية ستقدم لنا التعويضات أم لا". ويشير إلى أنه خسر عدداً من الأغنام والكثير من أشجار النخيل المثمر التي تساعده وأسرته على العيش.
كذلك، دمر الإعصار عشرات القوارب الخاصة بالصيادين، وتسبب بخروج اللسان البحري لميناء "حولاف" عن الجاهزية، وتدمير الرصيف البحري. وهذا الميناء هو الرئة التي تتنفس منها سقطرى، فكل المؤن التي تأتي عن طريق البحر تعبر منه.
على المستوى الرسمي، يؤكد وزير الثروة السمكية فهد كفاين، وهو عضو غرفة العمليات التي شكلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لمواجهة أضرار الإعصار، أنّ "تشابالا" ضرب المناطق الشرقية والوسطى للجزيرة، والتي من بينها مدن حديبو وقلنسية وبعض القرى المجاورة التي يسكنها أكثر من 50 ألف نسمة.
ويضيف كفاين لـ "العربي الجديد" أنّ "السلطات المحلية أجلت مئات الأسر من منازلها لإيوائها في المدارس والكليات ومبنى مستشفى 22 مايو في الجزيرة". كما يشير إلى الحاجة الماسة للأغذية والبطانيات والطواقم الطبية والأدوية. ويحذر من انتشار الأمراض في حال لم يتم تحسين أوضاع النازحين، ولم تُحلّ مشاكل الإيواء.
وبحسب وثيقة رسمية صادرة عن محافظ جزيرة سقطرى، فإنّ الإحصائيات الأولية تشير إلى أنّ عدد الأسر التي أخليت منازلها في كلّ من حديبو وقاصب وموري ونوجهر وسرهن وسوق ودحيمض، بلغ نحو ألفي أسرة بما يصل إلى نحو عشرة آلاف فرد. كما تشير إلى أنّ عدد المنازل المهدمة نحو 80 منزلاً. ومع ذلك، تعتبر هذه المعلومات غير نهائية، فقد أشارت مصادر محلية أخرى إلى تهدم 117 منزلاً بشكل كلي و612 منزلاً بشكل جزئي، بالإضافة إلى فقدان وتحطم 203 قوارب صيد مع محركاتها وكافة معداتها.
وكانت جزيرة سقطرى قد خرجت من دائرة خطر الإعصار مع الساعات الأخيرة ليوم الإثنين، مع استمرار ارتفاع الأمواج. كما وصلت صباح أمس طائرات عمانية إلى مطار الجزيرة تحمل مواد غذائية وطبية وإغاثية.
إقرأ أيضاً: يمنيون إلى الكهوف