وحثت الجزائر والعراق منظمة البلدان المصدرة للبترول على إجراء مشاورات طارئة مع انخفاض الأسعار في ظل تدفق الخام. وتتساءل نيجيريا علانية عن خسائر المسابقة التي يمكن أن تقف عليها المنافسة على سوق النفط.
ليس هناك ما يشير إلى أنه سيُلتفَت إلى أصواتهم في موسكو والرياض، حيث يبحث القادة السياسيون عن صراع طويل، وفق تقرير نشرته "بلومبيرغ". ومن المشكوك فيه أيضاً ما إذا كان يمكن اتحاد أوبك+ حتى لو تمكن قادته من حل خلافاتهم، أن يوقف خسائر النفط مع انخفاض الطلب مع انخفاض السعر.
وقال وزير النفط النيجيري تيميبر سيلفا في مقابلة: "من مصلحتنا ومصالحنا الجماعية ضمان قدرتنا على استقرار السوق. لا أستطيع أن أقول الآن ما إذا كانت هناك أي هدنة في الأفق".
سبب معاناة منتجي النفط، انخفاض الخام إلى أدنى مستوى له منذ عام 2003. وقد كان الركود مدفوعاً في الغالب بجائحة فيروس كورونا وعمليات الإغلاق التي تلت ذلك، والتي سحقت الطلب العالمي على النفط بنحو 20%، حيث لجأ مليارات الأشخاص إلى منازلهم.
وهذا يعادل تقريباً الإنتاج المشترك للسعوديين وروسيا قبل تفكك تحالف أوبك+ في وقت سابق من هذا الشهر، ما دفع البلدين إلى منافسة شاملة على العملاء.
تعتزم السعودية توريد أكثر من 12 مليون برميل يومياً في إبريل/ نيسان، ارتفاعاً من نحو 9.7 ملايين برميل في فبراير/ شباط. يمكن مثل هذه الطفرة غير المسبوقة أن تستنفد قدرة العالم على تخزين وفرة في غضون أشهر، ما يدفع الأسعار إلى الانخفاض، وقد تترك بعض الشحنات دون بيع.
وتأمل دول أخرى في تحالف أوبك+ المنقسمة الآن أن إنهاء الحرب العدائية يمكن أن يخفف من بعض الألم. وكتبت الجزائر، التي تتولى هذا العام الرئاسة الدورية لمنظمة أوبك، إلى أمانة الكارتل في فيينا، سعياً لعقد اجتماع عاجل للجنة تقيّم ظروف السوق. وقالت إن مجلس إدارة اللجنة الاقتصادية بحاجة إلى عقد مؤتمر من بعد في موعد لا يتجاوز 10 إبريل/ نيسان.
وقال بعض المندوبين إنهم كانوا يتوقعون عقد الاجتماع الافتراضي، وكان البعض الآخر أقل تأكيداً، قائلين إن الفرص تبدو غير مؤكدة. وكان هنالك رسالة مماثلة من العراق الأسبوع الماضي تطلب من الوزراء عقد جلسة طارئة.
وبعد ثلاث سنوات من تخفيضات الإنتاج لدعم الأسعار، يبدو أن المملكة العربية السعودية عازمة على الضغط بأقصى إنتاجها. حتى إشارات نفاد الصبر من حليفها السياسي الرئيسي الولايات المتحدة، لا يبدو أن لها تأثيراً كبيراً.
وأشارت روسيا، العضو الأكثر نفوذاً من خارج أوبك، إلى أنها تتمسك بموقفها بأن المنتجين يتغلبون على العاصفة الحالية من دون محاولة التدخل الأميركية.